عنها قالت :
ما رأيت رجلا أكثر استشارة للرجال من رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
(فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ) لا على مشاورتهم ، أي : قم بأمر الله وثق به واستعنه ، (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ).
(إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللهُ فَلا غالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (١٦٠) وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِما غَلَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (١٦١))
(إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللهُ) ، يعينكم الله ويمنعكم من عدوكم ، (فَلا غالِبَ لَكُمْ) ، مثل يوم بدر ، (وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ) يترككم فلم ينصركم كما كان بأحد ، والخذلان : القعود عن النّصرة ، والإسلام للهلكة ، (فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ) ، أي : من بعد خذلانه ، (وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) ، قيل : التوكل أن لا تعصي الله من أجل رزقك ، وقيل : أن لا تطلب لنفسك ناصرا غير الله ولا لرزقك خازنا غيره ولا لعملك شاهدا غيره.
[٤٧١] أخبرنا أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن شجاع البزاز (١) ببغداد أخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد بن (٢) الهيثم الأنباري أخبرنا محمد بن أبي العوام أخبرنا وهب بن جرير أخبرنا هشام بن حسان عن الحسن ، عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يدخل سبعون ألفا من أمتي الجنة بغير حساب» قيل : يا رسول الله من هم؟ قال : «هم الذين لا يكتوون (١) ولا يسترقون ولا يتطيّرون وعلى ربهم يتوكلون» ، فقال عكاشة بن محصن : يا رسول الله ادع الله لي أن يجعلني منهم ، قال : «أنت منهم» ثم قام آخر فقال : يا رسول الله ادع الله أن
__________________
(١) في الأصل «البزار» والتصويب من «الأنساب» و «شرح السنة».
(٢) في الأصل «محمد الهيثم» والتصويب من كتب التراجم و «شرح السنة».
[٤٧١] ـ حديث صحيح. إسناده ضعيف ، قال بهز بن حكيم وعلي المديني وأبو حاتم الرازي ، وروي عن أحمد ويحيى وغيرهم : لم يسمع الحسن من عمران بن حصين. راجع «المراسيل» (ص ٤٠) لكن تابعه ابن سيرين كما سيأتي ، وللحديث شواهد تبلغ به حد الشهرة.
وهو في «شرح السنة» (٤٠٠٢) بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه أحمد ٤ / ٤٣٦ وأبو عوانة ١ / ٨٧ والطبراني في «الكبير» (١٨ / (٣٨٠)) من طريق هشام بن حسان به.
ـ وأخرجه مسلم ٢١٨ من طريق المعتمر عن هشام بن حسان ، عن محمد بن سيرين عن عمران به.
ـ وورد مختصرا عند أحمد ٤ / ٤٤٣ وأبو عوانة ١ / ٨٨ والطبراني ١٨ / (٤٢٥) ـ (٤٢٧) و (٤٩٤) من طرق عن عمران بن حصين به.
ـ وأخرجه الطبراني ١٨ / (٦٠٥) وابن مندة في «الإيمان» (٩٧٩) مطوّلا من طريق عبيد الله بن عمرو ، عن زيد بن أبي أنيسة ، عن عمرو بن مرة ، عن عبد الله بن الحارث ، عن عمران بن الحصين به.
ـ وأخرجه ابن حبان ٦٠٨٩ من وجه آخر عن عمران مطوّلا.
ـ وله شاهد من حديث أبي هريرة أخرجه البخاري ٥٨١١ و ٦٥٤٢ ومسلم ٢١٦ وأحمد ٢ / ٤٠٠ ـ ٤٠١ وابن مندة ٩٧٠ و ٩٧١ والبيهقي ١٠ / ١٣٩ والبغوي في «شرح السنة» (٤٢١٨) من طريق الزهري ، عن سعيد بن المسيب عنه.
ـ ومن حديث ابن عباس أخرجه البخاري ٥٧٠٥ ومسلم ٢٢٠ والترمذي ٢٤٤٦ وأحمد ١ / ٢٧١.
الخلاصة : هو حديث مشهور.
__________________
(١) تصحف في المطبوع «يكثرون».