ع [٤٣٦] رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة ، قال : أخبرنا محمد بن بشر وأبو أسامة عن مسعر عن سعد بن إبراهيم عن أبيه عن سعد يعني ابن أبي وقاص قال : رأيت عن يمين رسول الله صلىاللهعليهوسلم وعن شماله يوم أحد رجلين عليهما ثياب بيض ما رأيتهما قبل ولا بعد ، يعني : جبريل وميكائيل.
ع [٤٣٧] وقال الشعبي : بلغ رسول الله صلىاللهعليهوسلم [والمسلمين](١) يوم بدر : أن كرز بن جابر المحاربي يريد أن يمدّ المشركين فشق ذلك عليهم ، فأنزل الله تعالى : (أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ) إلى قوله : (مُسَوِّمِينَ) ، فبلغ كرزا الهزيمة فرجع فلم يأتهم ولم يمدّهم ، فلم يمدّهم الله أيضا بالخمسة آلاف ، وكانوا قدموا بألف.
وقال الآخرون : إنما وعد الله تعالى المسلمين يوم بدر إن صبروا على طاعته واتّقوا محارمه أن يمدّهم أيضا في حروبهم كلّها ، فلم يصبروا إلّا يوم الأحزاب ، فأمدّهم حين حاصروا قريظة والنضير.
ع [٤٣٨] قال عبد الله بن أبي أوفى : كنّا محاصري قريظة والنضير ما شاء الله فلم يفتح علينا فرجعنا فدعا رسول الله صلىاللهعليهوسلم بغسل فهو يغسل رأسه إذ جاءه جبريل عليهالسلام ، فقال : وضعتم أسلحتكم ولم تضع الملائكة أوزارها؟ فدعا رسول الله صلىاللهعليهوسلم بخرقة فلف بها رأسه ولم يغسله ، ثم نادى فينا فقمنا حتى أتينا قريظة والنضير ، فيومئذ أمدّنا الله تعالى بثلاثة آلاف من الملائكة ، ففتح لنا فتحا يسيرا.
وقال الضحاك وعكرمة : كان هذا يوم أحد وعدهم الله المدد إن صبروا فلم يصبروا فلم يمدّوا.
قوله تعالى : (أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ) ، الإمداد : إعانة الجيش [بالجيش](٢) ، وقيل : ما كان على جهة القوة والإعانة ، يقال فيه : أمدّه إمدادا ، وما كان على جهة الزيادة ، ويقال فيه : مدّه مددا ، ومنه قوله تعالى : (وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ) [لقمان : ٢٧] ، وقيل : المدّ في الشر ، والإمداد في الخير ، يدلّ عليه قوله تعالى : (وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ) [البقرة : ١٥] ، (وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذابِ مَدًّا) [مريم : ٧٩] ، وقال في الخير : [(أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ)](٣) [الأنفال : ٩] ، وقال : (وَأَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ) [الإسراء : ٦] ، قوله تعالى : (بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ) قرأ ابن عامر بتشديد الزاي على التكثير ؛ لقوله تعالى : (وَلَوْ أَنَّنا نَزَّلْنا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ) [الأنعام : ١١١] ، وقرأ الآخرون بالتخفيف دليله قوله تعالى : (لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ) [الفرقان : ٢١] ، وقوله : (وَأَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْها) [التوبة : ٢٦] ، ثم قال : (بَلى) يمدّكم و (إِنْ تَصْبِرُوا) لعدوكم (وَتَتَّقُوا) مخالفة نبيكم (وَيَأْتُوكُمْ) [يعني المشركين](٤)(مِنْ فَوْرِهِمْ هذا) ، قال ابن عباس رضي الله عنهما وقتادة والحسن وأكثر المفسّرين : من وجههم هذا ، وقال مجاهد والضحاك : من غضبهم هذا لأنهم إنما رجعوا للحرب يوم أحد من غضبهم ليوم بدر ، (يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ) ، لم يرد خمسة آلاف سوى ما ذكر من ثلاثة آلاف ، بل أراد معهم ، وقوله : (مُسَوِّمِينَ) ، أي : معلمين ، قرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم بكسر الواو ، وقرأ الآخرون بفتحها ، فمن كسر الواو أراد أنهم
__________________
ع [٤٣٦] ـ تقدم مع ما قبله.
ع [٤٣٧] ـ ضعيف. أخرجه الطبري ٧٧٤٣ و ٧٧٤٥ عن عامر الشعبي مرسلا.
ع [٤٣٨] ـ ضعيف جدا. أخرجه الطبري ٧٧٥٧ من حديث عبد الله بن أبي أوفى ، وإسناده ضعيف جدا ، فيه سليمان بن زيد أبو إدام ، وهو متروك الحديث ليس بثقة. والمتن منكر كونه نزول ثلاثة آلاف من الملائكة كان يوم قريظة والنضير ، والحمل فيه على سليمان هذا.
__________________
(١) زيادة عن المخطوط.
(٢) زيادة عن المخطوط و ـ ط.
(٣) زيد في المطبوع و ـ ط.
(٤) زيد في المطبوع و ـ ط.