ويأمرنا أن نحبّه كما أحبّت النصارى عيسى ابن مريم ، فنزل قوله تعالى : (قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا) ، [أي] : أعرضوا عن طاعتهما ، (فَإِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْكافِرِينَ) ، [أي] : لا يرضى فعلهم ولا يغفر لهم [زللهم](١) :
[٣٧٨] أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل ، أنا محمد بن سنان أنا فليح أنا هلال بن علي عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «كل (١) أمّتي يدخلون الجنّة إلا من أبى» ، قالوا : ومن يأبى؟ قال : «من أطاعني دخل الجنّة ، ومن عصاني فقد أبى».
[٣٧٩] أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل ، أنا محمد بن عبادة أنا يزيد أنا سليم (٢) بن حيان وأثنى عليه ، أنا سعيد بن ميناء قال : حدثنا أو سمعت جابر بن عبد الله يقول :
جاءت ملائكة إلى النبيّ صلىاللهعليهوسلم وهو نائم فقال بعضهم : إنه نائم ، وقال بعضهم : إن العين نائمة والقلب يقظان ، [فقالوا : إن لصاحبكم هذا مثلا فاضربوا له مثلا](٢) ، فقالوا : مثله كمثل رجل بنى دارا وجعل فيها مأدبة وبعث داعيا ، فمن أجاب الداعي دخل الدار وأكل من المأدبة ، ومن لم يجب الداعي لم يدخل الدار ولم يأكل من المأدبة ، فقالوا : أوّلوها [له](٣) يفقهها ، قال بعضهم : إنه نائم ، وقال بعضهم : إن العين نائمة والقلب يقظان ، فقالوا : فالدار (٤) : الجنّة ، والداعي : محمد صلىاللهعليهوسلم ، فمن أطاع محمدا فقد أطاع الله ، ومن عصى محمدا فقد عصى الله ، ومحمّد صلىاللهعليهوسلم فرّق بين الناس.
(إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ (٣٣) ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (٣٤) إِذْ قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٣٥))
قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً) الآية ، قال ابن عباس رضي الله عنهما : قالت اليهود نحن من أبناء إبراهيم وإسحاق ويعقوب ، ونحن على دينهم ، فأنزل الله تعالى هذه الآية ، يعني : إن الله اصطفى
__________________
[٣٧٨] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري ، فليح هو ابن سليمان.
أخرجه المصنف من طريق البخاري وهو في «صحيحه» (٧٢٨٠) عن محمد بن سنان بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه أحمد ٢ / ٣٦١ والحاكم ١ / ٥٥ من طريق فليح بن سليمان به.
ـ وفي الباب من أبي سعيد الخدري أخرجه ابن حبان ١٧ والطبراني في «الأوسط» (٨١٢) وقال الهيثمي في «المجمع» (١٠ / ٧٠) : ورجاله رجال الصحيح ا ه.
ـ ومن حديث أبي أمامة الباهلي أخرجه أحمد ٥ / ٢٥٨ والحاكم ١ / ٥٥ و ٤ / ٢٤٧ والطبراني في «الأوسط» (٣١٧٣).
قال الهيثمي : ورجال أحمد رجال الصحيح غير علي بن خالد ، وهو ثقة ا ه.
(١) زيد في المطبوع «من» وليس بشيء.
(٢) في الأصل «سليمان» والتصويب من «شرح السنة» و «صحيح البخاري».
[٣٧٩] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري ، يزيد هو ابن هارون وهو في «شرح السنة» (٩٣) بهذا الإسناد.
ـ أخرجه المصنف من طريق البخاري وهو في «صحيحه» (٧٢٨١) عن محمد بن عبادة بهذا الإسناد.
__________________
(١) سقط من المخطوط.
(٢) زيادة عن المخطوط و «شرح السنة».
(٣) زيادة عن المخطوط.
(٤) في المطبوع «أما الدار» والمثبت عن «شرح السنة» و «صحيح البخاري».