عند الله الإسلام ، أو شهد الله أن الدين عند الله الإسلام بأنه لا إله إلّا هو ، وكسر الباقون الألف على الابتداء ، والإسلام : هو الدخول في السّلم ، وهو الانقياد والطاعة ، يقال : أسلم ، أي : دخل في السّلم ، واستسلم ، قال قتادة في قوله تعالى : (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ) ، قال : شهادة أن لا إله إلّا الله والإقرار بما جاء من عند الله تعالى وهو دين الله الذي شرع لنفسه وبعث به رسله ودلّ عليه أولياءه ، فلا يقبل غيره ، ولا يجزى إلا به :
[٣٧٠] أخبرنا أبو سعيد الشريحي أنا أبو إسحاق الثعلبي ، أنا أبو عمر الفزاري أنا أبو موسى عمران بن موسى ، أنا الحسن بن سفيان أنا عمار بن عمر (١) بن المختار ، حدثني أبي عن غالب القطان ، قال : أتيت الكوفة في تجارة فنزلت قريبا من الأعمش ، وكنت أختلف إليه ، فلما كنت ذات ليلة أردت أن أتحدّر إلى البصرة ، فإذا الأعمش قائم من الليل يتهجّد فمرّ بهذه الآية ، (شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١٨)) ، ثم قال الأعمش : وأنا أشهد بما شهد الله به ، وأستودع الله هذه الشهادة وهي لي عند الله وديعة ، (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ) ، قالها مرارا. قلت : لقد سمع فيها شيئا ، فصليت الصبح معه وودعته ، ثم قال : قلت : إني سمعتك تقرأ آية تردّدها ، فما بلغك فيها؟ [قال لي : أو ما بلغك ما فيها؟ قلت : أنا عندك منذ سنتين لم تحدّثني](١) ، قال : والله لا أحدّثك بها إلى سنة ، فمكثت (٢) على بابه ذلك اليوم ، وأقمت سنة فلما مضت السنة قلت : يا أبا محمد [قد](٣) مضت السنة ، فقال : حدثني أبو وائل عن عبد الله (٢) قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يجاء بصاحبها يوم القيامة فيقول الله : إن لعبدي هذا عندي عهدا وأنا أحقّ
__________________
(١) في الأصل «عمرو» وهو تصحيف.
[٣٧٠] ـ ضعيف جدا شبه موضوع. إسناده ضعيف جدا لأجل عمر بن المختار ، قال الذهبي في «الميزان» (٣ / ٣٣١) في ترجمة غالب بعد أن ذكر هذا الحديث : فالآفة من عمر ـ بن المختار ، فإنه متهم بالوضع ا ه وقد أعله الأئمة به كما سيأتي ، غالب هو ابن خطّاف ، والأعمش هو سليمان بن مهران ، أبو وائل هو شقيق بن سلمة ، وعبد الله هو ابن مسعود.
ـ وأخرجه ابن عدي في «الكامل» (٥ / ٣٥ ـ ٣٦) من طريق الحسن بن سفيان ، عن عبدان وحمدان بن حفص ، عن عمار بن عمر به.
ـ وأخرجه البيهقي في «الشعب» (٢٤١٤) من طريق الحسن بن سفيان وأحمد بن داود ، عن عمار بن عمر به.
ـ وأخرجه الطبراني في «الكبير» (١٠٤٥٣) وابن الجوزي في «العلل» (١٤٦ و ١٤٧ و ١٤٨) والخطيب في «تاريخ بغداد» (٧ / ١٩٣) والواحدي ١ / ٤٢١ «الوسيط» من طريق عمار بن عمر المختار به ، ووقع في الرواية الأولى لابن الجوزي وكذا عند الخطيب «عمار بن عمران» بدل «بن عمر» وهو خطأ.
قال ابن الجوزي : هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم تفرد به عمر بن المختار وعمر يحدث بالأباطيل ، وفي الطريق الأول عمران ، وهو غلط إنما هو «عمار بن عمر» قال العقيلي : لا يتابع على حديثه ، ولا يعرف إلا به ا ه.
وكذا أعله ابن عدي بعمر بن المختار وقال : يحدث بالبواطيل عن يونس بن عبيد وغيره ا ه.
وضعفه البيهقي كما في «الدر المنثور» (٢ / ٢١). والصواب أنه ضعيف جدا شبه موضوع.
(٢) وقع في الأصل «عبد الله بن عمر رضي الله عنهما» وهذا ليس في باقي النسخ ، والظاهر أنها زيادة من النساخ ، والتصويب عن «ط» وكتب التخريج المتقدمة ، ثم إن رجال الإسناد كوفيون ، فالصواب كونه ابن مسعود فإنه إمام أهل الكوفة.
__________________
(١) ما بين المعقوفتين سقط من المخطوط.
(٢) تصحف في المطبوع إلى «فكتبت».
(٣) زيادة عن المخطوط.