على (١) المحافظة على أداء جميعها ، كما أخفى ليلة القدر في شهر رمضان ، وساعة إجابة الدعوة في يوم الجمعة ، وأخفى اسمه (٢) الأعظم في الأسماء (٣) ليحافظوا على جميعها. قوله تعالى : (وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ) ، أي : مطيعين ، قال الشعبي وعطاء وسعيد بن جبير والحسن وقتادة وطاوس : والقنوت : الطاعة ، قال الله تعالى : (أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ) [النحل : ١٢٠] ، أي : مطيعا ، وقال الكلبي ومقاتل : لكل أهل دين صلاة يقومون فيها عاصين ، فقوموا أنتم لله في صلاتكم مطيعين ، وقيل : القنوت السكوت عمّا لا يجوز التكلّم به في الصلاة.
[٢٧٩] أخبرنا أبو عثمان سعيد بن إسماعيل الضبي ، أنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد الجراحي ، أنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي ، أنا أبو عيسى الترمذي أنا أحمد بن منيع ، أنا هشيم أنا إسماعيل بن أبي خالد عن الحارث بن شبيل (١) عن أبي عمرو الشيباني عن زيد بن أرقم ، قال :
كنّا نتكلم خلف رسول الله صلىاللهعليهوسلم في الصلاة يكلّم الرجل منّا صاحبه إلى جنبه ، حتى نزلت (وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ) ، فأمرنا بالسكوت ونهينا عن الكلام.
وقال مجاهد : خاشعين ، وقال : من القنوت طول الركوع ، وغضّ البصر ، والركود وخفض الجناح وكان العلماء إذا كان أحدهم يصلّي يهاب الرحمن أن يلتفت أو يقلّب الحصى أو يعبث بشيء أو يحدّث نفسه بشيء من أمر الدنيا إلا ناسيا ، وقيل : المراد من القنوت طول القيام.
[٢٨٠] أخبرنا أبو عثمان الضبي أنا أبو محمد الجراحي أنا أبو العباس المحبوبي أنا أبو عيسى الترمذي ،
__________________
[٢٧٩] ـ إسناده على شرط البخاري ومسلم ، أبو عيسى الترمذي هو صاحب السنن محمد بن عيسى ، ومن دونه ثقات ، وقد توبعوا ، ومن فوقه رجال البخاري ومسلم ، هشيم هو ابن بشير ، أبو عمرو الشيباني هو سعد بن إياس.
ـ هو في «شرح السنة» ٧٢٣ بهذا الإسناد.
ـ وعند الترمذي ٤٠٥ عن أحمد بن منيع به.
ـ وأخرجه البخاري ٤٥٣٤ ومسلم ٥٣٩ وأبو داود ٩٤٩ والترمذي ٢٩٨٦ و ٥٥٢٤ والنسائي (٣ / ١٨) وابن خزيمة ٨٥٦ وابن حبان ٢٢٤٥ و ٢٢٤٦ و ٢٢٥٠ والطبري ٥٥٢٧ والطبراني ٥٠٦٣ و ٥٠٦٤ والبيهقي (٢ / ٢٤٨) من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد به.
(٤) في الأصل «سقيل» وهو تصحيف.
[٢٨٠] ـ إسناده صحيح على شرط مسلم ، ابن أبي عمر هو محمد بن يحيى ، أبو الزبير هو محمد بن مسلم بن تدرس ـ بفتح التاء ـ.
ـ وهو في «شرح السنة» ٦٦٠ بهذا الإسناد.
ـ وعند الترمذي ٣٨٧ بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه مسلم ٧٥٦ وابن ماجه ١٤٢١ والطيالسي ١٧٧٧ والحميدي ١٢٧٦ وأحمد (٣ / ٣٠٢) و (٣١٤) و (٣٩١) وابن نصر المروزي في «تعظيم قدر الصلاة» (٣٠٩ ـ ٣١١) وابن حبان ١٧٥٨ والبيهقي (٣ / ٨) والبغوي في «شرح السنة» ٦٦١ من طرق من حديث جابر.
وله شاهد من حديث عمرو بن عبسة أخرجه أحمد (٤ / ٣٨٥) وابن نصر (٣٠٨) وفي إسناده محمد بن ذكوان ، وهو ضعيف كما في «التقريب».
ـ ومن حديث عبد الله بن حبشي أخرجه أبو داود (١٣٢٥) و (١٤٤٩) والنسائي (٥ / ٥٨) وابن نصر المروزي في «تعظيم قدر الصلاة» ٣٠٧ وأحمد (٢ / ٤١١) و (٤١٢) والدارمي (١ / ٣٣١) والبيهقي (٣ / ٩).
__________________
(١) في المخطوط «في».
(٢) في المطبوع «الاسم».
(٣) زيد في المخطوط «والرجل الصالح في الخلق» وهذه الزيادة لا تتناسب والعبارة الآتية.