[٢٧١] أخبرنا أبو الحسن السرخسي ، أخبرنا زاهر بن أحمد أنا أبو إسحاق الهاشمي ، أنا أبو مصعب عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن المسور بن مخرمة :
أن سبيعة نفست بعد وفاة زوجها بليال فجاءت إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فاستأذنته أن تنكح ، فأذن لها ، فنكحت.
قوله تعالى : (فَإِذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَ) ، أي : انقضت عدتهن ، (فَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ) ، خطاب للأولياء ، (فِيما فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَ) ، أي : من اختيار الأزواج دون العقد [فإن العقد](١) إلى الولي ، وقيل : فيما فعلن من التزين للرجال زينة لا ينكرها (٢) الشرع ، (بِالْمَعْرُوفِ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) ، والإحداد واجب على المرأة في عدة الوفاة ، أمّا المعتدة عن الطلاق ففيها نظر ، فإن كانت رجعية لا إحداد عليها في العدة ، لأن لها أن [تصنع] ما يشوق قلب الزوج إليها ليراجعها ، وفي البائنة بالخلع والطلقات الثلاث قولان ، أحدهما : [عليها](٣) الإحداد كالمتوفى عنها زوجها ، وهو قول سعيد بن المسيب ، وبه قال أبو حنيفة ، والثاني : لا إحداد عليها ، وهو قول عطاء ، وبه قال مالك.
(وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ فِيما عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّساءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ عَلِمَ اللهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلكِنْ لا تُواعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلاَّ أَنْ تَقُولُوا قَوْلاً مَعْرُوفاً وَلا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (٢٣٥))
قوله تعالى : (وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ فِيما عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّساءِ) ، أي : النساء المعتدّات ، وأصل التعريض : هو التلويح بالشيء ، والتعريض في الكلام بما يفهم به السامع مراده من غير تصريح ، والتعريض بالخطبة مباح في العدة ، وهو أن يقول : ربّ راغب فيك ، من يجد مثلك ، إنك لجميلة ، وإنك لصالحة ، وإنك عليّ لكريمة ، وإني فيك لراغب ، وإنّ من غرضي أن أتزوج بك ، وإن جمع الله بيني وبينك بالحلال أعجبني (٤) ، ولئن تزوجتك لأحسنن إليك ، ونحو ذلك من الكلام من غير أن يقول أنكحيني ، والمرأة تجيبه بمثله إن رغبت فيه ، وقال إبراهيم : لا بأس أن يهدي إليها ويقوم بشغلها في العدة إذا كانت [من شأنه](٥).
ع [٢٧٢] روي أن سكينة بنت حنظلة بانت (٦) من زوجها فدخل عليها أبو جعفر محمد بن علي الباقر في
__________________
[٢٧١] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم.
وهو عند المصنف في «شرح السنة» ٢٣٨ بهذا الإسناد.
ـ وعند مالك (٢ / ٥٩٠) عن هشام به.
ـ ومن طريق مالك أخرجه البخاري ٥٣٢٠ والنسائي (٦ / ١٩٠) والشافعي (٢ / ٥٢ ـ ٥٣) وأحمد (٤ / ٣٢٧) والبيهقي (٧ / ٤٢٨).
ـ وأخرجه النسائي (٦ / ١٩٠) وابن ماجه ٢٠٢٩ وعبد الرزاق (١١٧٣٤) وابن حبان ٤٢٩٨ والطبراني (٢٠ / ٥ و ٦ و ٧ و ٨ و ١١) من طرق عن هشام به.
ع [٢٧٢] ـ ضعيف. أخرجه الدارقطني (٣ / ٢٢٤) عن محمد بن مخلد عن عباس بن محمد عن محمد بن الصلت عن عبد
__________________
(١) زيادة عن المخطوط.
(٢) في المطبوع «يشكرها».
(٣) زيادة عن المخطوط.
(٤) في المطبوع «أعجبتني».
(٥) في المطبوع «غير شابة».
(٦) في المخطوط «تأيمت».