محمد بن إسماعيل ، أخبرنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن هشام بن عروة ، عن أبيه أنّه قال : سئل أسامة وأنا جالس كيف كان [يسير](١) رسول الله صلىاللهعليهوسلم في حجة الوداع حين دفع؟ قال : كان يسير العنق ، فإذا وجد فجوة نصّ.
قال هشام : والنص (١) فوق العنق.
[٢٠٢] أخبرنا عبد الواحد المليحي أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا محمد بن يوسف أخبرنا محمد بن إسماعيل ، أخبرنا سعيد بن أبي مريم أخبرنا إبراهيم بن سويد ، حدثني عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب قال : أخبرنا سعيد بن جبير مولى والبة (٢) الكوفي حدثني ابن عباس أنه دفع مع النبيّ صلىاللهعليهوسلم يوم عرفة ، فسمع النبيّ صلىاللهعليهوسلم وراءه زجرا شديدا وضربا للإبل ، فأشار بسوطه إليهم وقال : «أيها الناس عليكم بالسكينة فإنّ البرّ ليس بالإيضاع» ، (وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ).
(فَإِذا قَضَيْتُمْ مَناسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا وَما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ (٢٠٠))
قوله تعالى : (فَإِذا قَضَيْتُمْ مَناسِكَكُمْ) ، أي : فرغتم من حجكم وذبحتم نسائككم ، أي : ذبائحكم ، يقال : نسك الرجل ينسك نسكا إذا ذبح نسيكته ، وذلك بعد رمي جمرة العقبة والاستقرار بمنى ، (فَاذْكُرُوا اللهَ) : بالتكبير والتحميد والثناء عليه ، (كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ) ، وذلك أن العرب كانت إذا فرغت من الحج وقفت عند البيت فذكرت مفاخر آبائها ، فأمرهم الله بذكره ، وقال : (فَاذْكُرُونِي) [البقرة : ١٥٢] ، فإني الذي فعلت ذلك بكم وبآبائكم وأحسنت إليكم وإليهم ، قال ابن عباس وعطاء : معناه فاذكروا الله كذكر الصبيان الصغار الآباء ، وذلك أن الصبي أول ما يتكلّم يلهج بذكر أبيه لا يذكر غيره ، فيقول الله : فاذكروا الله لا غير ، كذكر الصبي أباه ، (أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً) ، وسئل ابن عباس عن قوله : (فَاذْكُرُوا اللهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ) ، فقيل : قد يأتي على الرجل اليوم لا يذكر فيه أباه ، قال ابن عباس : ليس كذلك ولكن أن تغضب لله إذا عصي أشدّ من غضبك لوالديك إذا شتما ، وقوله تعالى : (أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً) ، يعني : بل أشدّ ، أي : أكثر (٢) ذكرا ، (فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا) ، أراد به المشركين كانوا لا يسألون الله تعالى في الحجّ إلا الدنيا ، يقولون : اللهمّ أعطنا غنما وإبلا وبقرا وعبيدا ، وكان الرجل يقوم فيقول : اللهمّ إن أبي كان عظيم القبة كبير الجفنة كثير المال ، فأعطني مثل ما أعطيته ،
__________________
(١) نص ناقته : استخرج أقصى ما عندها من السير.
[٢٠٢] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري.
وهو في «شرح السنة» ١٩٢٧ بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري ١٦٧١ عن سعيد بن أبي مريم بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه أبو داود ١٩٢٠ من طريق مقسم عن ابن عباس به.
ـ وأخرجه النسائي (٥ / ٢٥٧) عن ابن عباس : أن أسامة بن زيد قال : أفاض رسول الله صلىاللهعليهوسلم من عرفة ... فذكره.
(٢) وقع في الأصل «واثلة» والتصويب من صحيح البخاري وكتب التراجم.
__________________
(١) لفظ «يسير» في المطبوع قبل لفظ «رسول».
(٢) في المطبوع «أكبر».