الناطق في دوره ،
ثم يظهر بأمر جديد ، في دور جديد.
ولما كان وجود ما
بعد العشرة على صيغة الآحاد إلى المئين ، كان ذلك موجبا على ذلك . وهذا الفصل قد بين فيه مرتبة العاشر ، انّه يقوم في العدد
بعد الأول الذي هو المبدع الأول في الآحاد ، مثله في الأعشار ، كهيئته. كما أن
الناطق أول في دوره ، والوصي ، وسبعة أتماء وتم بهم دوره ، وقام الناطق الثاني بأمر جديد ، ودور جديد.
وهذا برهان واضح
بيّن مفصح ، بقيام العاشر بالفعل ، وتجرده وقيامه في عالم الطبيعة ، بأمر جديد في
دور جديد ، مثل قيام الناطق الثاني بعد تمام دور الأول بوصيه ، ووفاء أتماء دوره ،
ما لا يحتاج معه إلى برهان ثان.
ثم قال : فالعقل
الأول مركز لعالم العقول إلى العقل الفعال ، والعقل الفعال عاقل للكل. وهو مركز
لعالم الجسم من الأجسام العالية الثابتة إلى الأجسام المستحيلة ، المسماة عالم
الكون والفساد ، وعالم الجسم جامع لفيض العقول. وهو مركز لوجود النفس للأنفس
الطاهرة التي هي أنفس النطقاء ، إلى القائم ، والقائم سلام الله
عليه جامع للكل ، الذي انتهى إليه ما سرى من بركة عالم الإبداع على مثل ذلك.
ثم قال : ولما بلغ
الأمر في الوجود والترتيب إلى التاسع الذي هو العاشر في الوجود ، من المبدع الأول
، وكانت العلة قد وفت بحق كونها علة لوجود
__________________