الناطق في دوره ، ثم يظهر بأمر جديد ، في دور جديد.
ولما كان وجود ما بعد العشرة على صيغة الآحاد إلى المئين ، كان ذلك موجبا على ذلك (١). وهذا الفصل قد بين فيه مرتبة العاشر ، انّه يقوم في العدد بعد الأول الذي هو المبدع الأول في الآحاد ، مثله في الأعشار ، كهيئته. كما أن الناطق أول في دوره ، والوصي ، وسبعة أتماء (٢) وتم بهم دوره ، وقام الناطق الثاني بأمر جديد ، ودور جديد.
وهذا برهان واضح بيّن مفصح ، بقيام العاشر بالفعل ، وتجرده وقيامه في عالم الطبيعة ، بأمر جديد في دور جديد ، مثل قيام الناطق الثاني بعد تمام دور الأول بوصيه ، ووفاء أتماء دوره ، ما لا يحتاج معه إلى برهان ثان.
ثم قال : فالعقل الأول مركز لعالم العقول إلى العقل الفعال ، والعقل الفعال عاقل للكل. وهو مركز لعالم الجسم من الأجسام العالية الثابتة إلى الأجسام المستحيلة ، المسماة عالم الكون والفساد ، وعالم الجسم جامع لفيض العقول. وهو مركز لوجود النفس للأنفس الطاهرة (٣) التي هي أنفس النطقاء ، إلى القائم ، والقائم سلام الله عليه جامع للكل ، الذي انتهى إليه ما سرى من بركة عالم الإبداع على مثل ذلك.
ثم قال : ولما بلغ الأمر في الوجود والترتيب إلى التاسع الذي هو العاشر في الوجود ، من المبدع الأول ، وكانت العلة قد وفت بحق كونها علة لوجود
__________________
(١) رأينا أن نتم النص لأن المؤلف نقله مبتورا ناقصا «موجبا أن يكون الموجود في عالم الجسم من المؤثرات بعدد الأعداد الموجودة في عالم الإبداع من العقول ..».
(٢) أصحاب الأدوار الصغار السبعة الذين هم الأئمة المتمون في كل دور ، ويتم دورهم بسابعهم.
(٣) لإقامة الحكمة في إخراج ما هو في القوة إلى الفعل ، وأن تجعل ما هو خسيس فاضلا ، وما تأخر وجوده بما سبق لاحقا. ومن عرف منازل الأنبياء ، والأوصياء ، والأئمة ، فهو منتهئ للخلاص. والحكمة بمفهومها الإسماعيلي تعني العبادة العلمية والعملية ، لأن الأنفس لا تنال كمالها وسعادتها إلا بهما معا. وأصل الحكمة عند الحكماء هي عمل مع علم.