فقد حدد وتاه وأبطل. ومن سلك طريق التوحيد على حكم القلب والانفراد ، فقد أعدم وعطل.
وقال عالم الأنبياء : نظرنا وعلمنا ، فأثبتنا ما نظرنا بما علمنا ، فدلنا خاتم الأنبياء وسيد الأصفياء أن الصانع يعرف بصنعته ، والحكيم يوصف بحكمته ، والعالم يميز بعلمه ، وهو صلوات الله عليه وآله أوضح الأنبياء برهانا ، وأعلاهم في التوحيد شأنا ، وذريته الأخيار الأبرار الأطهار يقومون مقامه وينوبون منابه ، في كل زمان منهم هاد (١) مرشد ، وصفي وموحد. كما قال القاضي الأعظم يروى عن مولانا الباقر (٢) قوله : إن الله تعالى جعل في كل زمان فترة من أهل العلم بقية يدعون من ضل إلى الهدى ، ويصبرون على الأذى ، ويبصرون بنور الله من العمى ، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه ، ومن تائه ضلال قد هدوه ، يبذلون نفوسهم دون هلاك العباد ، فما أحسن آثارهم في البلاد.
وقال صاحب كيفية الطلب (٣) : وكم من عباد لله يلقون كلاليبهم فيستخرجون بها من قعر جهنم أولئك الذين فضلهم الله ورفعهم في العلم درجات. وروي أن كميل بن زياد سأل مولانا أمير المؤمنين مولانا علي بن أبي طالب (صلعم) عن توحيد مجرد بلسان صدق مفرد ،
__________________
(١) هاد : يقصد الشخص الملهم المؤول الذي يكشف جواهر الصورة الإنسانية وهو مثال الصورة الإلهية اللامعلومة ، الذي يقيم التوازن بين الباطن والظاهر ، وهو الإمام بنظر الحكمة الإلهية الإسماعيلية.
(٢) يعني الإمام محمد الباقر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع. م (٥٧ ـ ١١٤ ه). ج وط صلى الله عليه
(٣) يريد صاحب رسالة كيفية الطلب لمن أراد التخلص من حبائل الشيطان لبعض دعاة الحق. انظر المرشد إيفانوف ص ٣٨٢ والفهرسة للمجدوع طبع إيران (١٠٤ ـ ١٠٦) ج وط رضي الله عنه.