وهو الحي الأول ، ذات واحدة تلحقها هذه الصفات ؛ وهذا الفصل بيان ما شرحناه ، وأولناه ، وفصلناه.
وقال : ثم إن الحياة هي القابلة لما يليق بها بحسب مراتبها في الوجود في كمالاتها ؛ فإن كان وجودها وجودا أولا كالإبداع ، فكمالها الثاني تابع وجوده وجودها معا (١) ، إذ ليس يتقدم عليها شيء ، فيكون وجودها كمالا أولا ، وإحاطتها بالذي تقدم عليها كمالا ثانيا. بل ذاتها أقدم من كل قديم (٢) وهو في بهائه ، وكماله ، وجماله ، ومسرته بذاته (٣) أعظم من أن ينال بوصف ، وإنّه ممتنع إحاطته بما هو خارج عنه ، الذي عنه وجوده ، وإنّه مشتاق إلى ذلك متحير فيه ، وإنّه الاسم الأعظم ، والمسمى الأعظم.
[و] لما (٤) كانت الهيبة والبهاء والقدرة والكبرياء ، والعظمة ، والسناء ، والمجد ، والعلاء ، والبهجة والضياء ، والغبطة والمسرة ، للأشياء كلّها ، في كمالها الثاني ، وكان الكمال الثاني للأشياء إما بجواهرها ، وإمّا بأعراضها ، وكان كمال ما يكون كماله في أعراضه مثل كمال الملوك بما هو لهم في ممالكهم
__________________
ـ وهو الأزل ، وهو الأزلي ، وهو العقل الأول ، وهو المعقول الأول ، وهو العلم ، وهو العالم الأول ، وهو القدرة ، وهو القادر الأول وهو الحياة ، وهو الحي الأول ، ذات واحدة تلحقها هذه الصفات يستحق بعضها لذاته ، وبعضها بإضافته إلى غيره من غير أن تكون هناك كثرة بالذات ...» ص ١٨٩ تحقيق مصطفى غالب.
(١) انظر السور الثالث المشرع الخامس. في الأصل «وجوده وجودها وجودا معا».
(٢) أقدم من كل قديم ولازم بكونها على ذلك أن يكون كمالها الأول الذي هو في ذاتها هو كمالها الثاني الذي هو في صفاتها فلا يحتاج إلى شيء غيره فتكمل.
(٣) أي بجوهره لا بشيء هو غيره.
(٤) ورد هذا النص في راحة العقل انظر السور الثالث المشرع السادس وفيه بعض الاختلاف لذلك نورده كما وجدناه «لما كانت الهيبة والبهاء والقدرة والكبرياء والعظمة والمجد والعلاء والبهجة والضياء والغبطة والمسرة للأشياء كلها في كمالها الثاني ، وكان الكمال الثاني للأشياء إما بجواهرها ـ