وأشهد أن لا إله
إلّا هو شهادة من عرف حدوده حدا حدا ، وسلب عنهم الإلهيّة وجردها عنهم ؛ له القبل والبعد.
وعرفه بجليل صنعته
، وعظيم حكمته ، فنزهه ، ولم يسه عنه بأن يتعداها ، وأقام ميزان عدله في مشيئته
لإثبات التوحيد ، وتصديق الوعد والوعيد ؛ من أصل الأول في الابتداء في عالم الأمر
والخلق ، ما به إلى ذلك اهتداء.
وأشهد أن محمّدا
عبده ورسوله الأمين ، وصفيّه المكين ، أفضل الأنبياء عنده ، الممنوح أنواره وسعده
، صاحب المعجزات الباهرات ، والآيات البينات ، محيي العظام الرفات ، المنقذ أهل الغرق في الجهالات ، المتغطمطين في الظلمات ، الآتي بكلمة
الإخلاص ، المنقذ بها حين لات مناص ، الموحد المبدع ذات الذوات ، أصل الوجود
والبركات ، بديع الصالحات ، ومسدي الحسنات. فصلى الله عليه من نبي أكمل الله به
الديانات ، وختم به النبوات ، وقمع به أصل أهل الضلالات ، ودمغ ببرهانه ذوي
الشبهات ، وأنار به السبل في جميع الجهات. وعلى وصيه وابن عمه ، المفرج كربه وهمه
، سيف الله المسلول ، وخيرته المقبول ، المعجزة الباهرة ، والقدرة القاهرة ، لسان
صدق جده إبراهيم صلىاللهعليهوسلم. نبأ الله العظيم ، والسهم العلي الكريم ، الذي تحركت
المتحركات لظهوره ، وسرت العناية الإلهية لحضوره ، ودارت لسببه الأفلاك ، وسبحت الأملاك
، صالح المؤمنين ، وأمير المتقين ، وقائد الغر المحجلين ، حوض الكوثر ، والقمر
الأزهر ؛ فلمّا ظهر بهر ، وقام فقهر ،
__________________