النطقاء هم بالقوة إلى أن يدور عليهم ما دار عليه من المراتب مع النفس الكلية وبذلك كملت فيه جميع القوى التي كانت لمن تقدمه ، وهو أصل الخلقة الروحانية (١) وعلة الخلقة الجسمانية بواسطة الحدود الروحانية الذين مثلهم مثل الكواكب الذين بهم تتم خلقة المولود في بطن أمه بتأثير الكواكب السبعة والطبائع والبرزخ ، فإذا وقفت النطفة في المعدن والقرار المكين تدور بها الكواكب السبعة وكل كوكب ينقلها من حال إلى حال حتى تتم خلقتها (٢) ، ومثل ذلك في ترتيب الدين الروحاني والجسماني. أي (٣) السبعة الحدود يتحد كل واحد بناطق من النطقاء بمادة إلهية ، ويصل إليه من المادة والقوة على قدر حاله ومنزلته واحتماله حتى يكمل في حده كذلك إلى آخرهم حتى يجتمع جميع ذلك كلّه في قائم القيامة على ذكره السلام ويصير في حد الكمال والتمام ، فمن ذلك إنا قلنا إنّه الولد التام ، فإذا ظهر القائم في هذا العالم عند تمام الأسابيع والأئمة بجسده ويراه جميع الخلق بعد إنذار حجته التي تقوم قبله ، وهي التي قال الله تعالى سبحانه (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) (٤) وهو صاحب الجزاء إن خيرا فخير ، أو شرا فشر ، وهي بداية دور آخر يمده حدان عظيمان لم يمدا من قد مضى من النطقاء وحدودهم.
فالقائم منه السلام (٥) وعلو درجته بأن النطقاء هم أجزاء لنفس الكل ، ولا بد للجزء أن يصير يوما كاملا فلآدم جزء من النفس ، ولنوح عليهالسلام جزءان ، ولإبراهيم عليهالسلام ثلاثة ، ولموسى عليهالسلام أربعة ، ولعيسى عليهالسلام خمسة ، ولمحمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ستة ، وللقائم علينا سلامه سبعة أجزاء. فإذا اجتمعت فيه الأنوار السبعة التي قلنا إنها أجزاء صار
__________________
(١) الخلقة الروحانية : الخلق الروحاني في ط.
(٢) خلقتها : خالته في ط.
(٣) أي : سقطت في ط.
(٤) سورة : ٩٧ / ٣.
(٥) منه السلام : ع. م في ط.