هُوَ قائِلُها) والبرزخ مجمع لها فمعنى أن كل نبيّ دعا ، أو وصي أو إمام
فإن كل واحد منهم يكون على قدر قوّته وكثرة من استجاب له كالجسم الكبير الكثير
الآلات في الأعضاء التي تجتمع إلى المجمع الأعلى والبرزخ الأعظم واجتماعها لتوارد
أمثالها وأشكالها لتمام الخلق الجديد الذي هو النشأة الآخرة ، فيكون كل واحد منهم
يقوم مقام عضو من الأعضاء التي في الجسم في الرفعة والاتضاع ، إلّا أنها صورة
كاملة تامة عالمة قادرة حيّة ناطقة لا علو فيها ، ولا دنو. بل أعضاء متساوية لا
فرق بينهما في المسرة واللذة والغبطة والراحة والنور والضياء والبقاء والأزل ،
والقيام بالفعل. وروح القدس جامع لها كالبدن الجامع لما في الجسم ، وإنّما لم نذكر
العالي من الأعضاء والداني ، إلّا في أعضاء الغلاف لكونه من جملة الأعضاء
الجسمانية الذي يستحق كل جسم منها ما أوجبه له فعله ، فذلك كذلك.
ثم قال نضر الله
وجهه : إنّه جاء عن موالينا عليهمالسلام : إن المرء يحشر مع من أحب. وعن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : أن يوم القيامة يجيء كل صاحب دور في دوره بمن «في دوره ممّن» اتبعه على أمره من وصي وإمام والتابعين لهم بإحسان ، وكذلك
قال تعالى : (يَوْمَ
نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ) يقول صاحب الدور السابع الذي هو يوم من أيام الله يقيمه
ويؤيده ويدعو كل تابع بمتبوعه للحساب والسؤال على ما أقام به وأمر. فقد بين أن
المؤمنين والحدود ينتهون إلى الغاية التي هي الإمامة المقرونة بالكتاب والحكمة والملك العظيم بالغلف على ما ذكرنا. ثم إن النطقاء
والأوصياء والأئمة هم المدعيين ، لأن كل واحد منهم قد صار مجمع جميع صور أهل دوره
ودعوته فذلك معنى الدعاء والانتهاء إلى المجمع الأعظم الذي
__________________