الشخص بذاته ، وهذه خاصية الآحاد والأفراد.
وكذلك الحجة قد جاوز رتب من دونه ، ثم الداعي كذلك ، فلكل منهم مقام معلوم ، وكل واحد منهم برزخا قد صعد إلى صورته العلمية ممّن لا علم له به ولا علم في ذلك إلّا لمالك النفوس والصور ، فالصعود في ذلك على ما ذكرناه من اجتماع اللطائف وتواردها وتوقفها لإخوانها الذي به يتم تمامها.
وكذلك الغلاف أيضا من آثارات أجساد الصالحين ، تجتمع وهي الريحية التي هي النامية بالحقيقة تتوارد الشيء بعد الشيء إلى الباب الطبيعي الذي قدمنا ذكره بالمناسبة والمجانسة ، ويكون كل فضله من جسد يكون في أعضاء الغلاف على قدر علوّه أو دنوه ، فشيء منها القلب وما هو يقربه في جوارح الرأس يكون كل واحد عضوا مما هو يحويه أو عصبا (١) أو عرقا أو ممّا هو في جملته ، ومنها ما هو يكون من أعضاء اليدين ، ومنها ما يكون في الرجلين ، وقد قدمنا ذكر ذلك مبينا. وكذلك اللطائف وذلك بالاستحقاق والاتفاق على قدر علو المنزلة ودنوها فاعرف ذلك.
وقد جاء عن سيدنا حميد الدين قدس الله سرّه ، عن (٢) الخلقة الجسمانية التي هي النشأة الأولى بما جاء به الكتاب الكريم من قول السميع العليم وعلى ما أخذه من مواليه أهل الحق اليقين ، ووازن النشأة الآخرة بها وقابلها مثلا وممثولا محسوسا ومعقولا قال : فالأنفس تعمل في كل دور بحسب اكتسابها وطاعتها وعملها واقتنائها ، تكون منزلتها ، فما كان أكثر قياما بالأمر والنهي فهي مثلا من قرناء الأعضاء الرئيسية اللطيفة. إلى قوله : فهي من وقت مفارقتها أشخاصا في البرزخ الذي قال الله تعالى : (كَلَّا إِنَّها كَلِمَةٌ
__________________
(١) عصبا : عصبة في ط.
(٢) عن : سقطت في ط.