حتى يمتلي كهف أو غور منه ، وقع في أعلى الأرض ممّا يلي ذلك الزلازل والرجف. فالأرض من جميع أقطارها (١) وجهاتها على هذا السبيل. ووجه الأرض من فوق بسيط فيه ما أعده الله تعالى لليسر من النفع والضر. وهي مقر الدعوة ، وعرصة الولاية ، وتكليف العبادة ، للرجوع والعودة. فمن قبل وأطاع علا وبلغ إلى أعلى عليين ، ودخل الأبواب ، بابا بابا (٢) ، وخرق الحجب حجابا حجابا. ومن تكبر وعصى ، أو غفل فيها وسها ، تدرج إلى أسفل سافلين ، ودخل أبواب العذاب بابا بابا ، وجاوز البرازخ حجابا حجابا إلى أسفل سافلين.
فالفلك المحيط محرك متحرك ، وحركته من داخل ، وحركته أشرف الحركات باتصاله بما هو خارج عنه ، وقربه من دار القدس ، وفيضه متصلا به دائما غير منقطع ، والحياة التي هي محركة له ، وهي المشار إليها أنها من داخله ، وهو باب عالم القدس البسيط كما ذكر ذلك سيدنا المؤيد وهو معنى الصورة التي هي نفس الحس التي قدمنا ذكرها ، وهو فلك أطلس ، لا كوكب فيه ، ولا نجم محيط بالأفلاك والأملاك ، وهذه الصورة صورته ، وصورة فلك البروج ، وصورة الأملاك من فوق الأرض ومن تحتها. ومن جميع أقطارها في مسيرها على هذه الصورة (٣). (انظر الرسم)
فلمّا كان ذلك كذلك الصورة الأولة بتصوير الحركات وابتدائهما وهمية ، وهذه الصورة هيئة الفلك لما كمل بأصدافه وأجرامه ، ودار بتقدير المقدر له ، المدبر الحكيم الصانع ، فسبحان من هذه الصنعة صنعته ،
__________________
(١) أقطارها : أفكارها في ج.
(٢) يعني من استجاب إلى دعوة الحق العرفانية تدرج في المراتب والحدود حدا حدا.
(٣) في ج وط بياض مقدار صفحة كان من المفروض أن ترسم فيها الصورة التي نوه عنها المؤلف أعلاه. والظاهر أن الناسخ صرف النظر عنها لصعوبة رسمها ، وترك مكانها بياضا.