وما أنا لاق من نعيم متى أرم |
|
له الوصف تعجز فكرتي وذكائي |
ونحن الآن نعود إلى شرح ما قدمنا عليه القول : وذلك أنّه لما جرى في عالم الإبداع الدعوة الأولة بالمنبعث الأول ، وانقسم العالم الإبداعي قسمين : إلى ذات اليمين ، وإلى ذات الشمال ، وأجاب القسم الانبعاثي على الترتيبي شيئا عن شيء ، فترتبت المراتب بحسب سرعة الإجابة وتبطيها ، وكانت إجابتهم للحدين الأعظمين اللذين هما : المبدع الأول ، والمنبعث الأول ، بتسبيح وتقديس ، للمتعالي سبحانه مبدع المبدعات.
فهذا القسم هو عالم الأمر ، فبقوا على حالهم في الجلالة والعظمة والعلاء والسناء. والقسم الثاني أقروا بما أقرّ به العاشر من تسبيح المبدع الأول وتقديسه أولا ، وتخلفوا عن إجابة المنبعث الأول الذي دعوا به (١) ، وأنكروا وتوقفوا عن طاعته. وقد أجاب العاشر في آخر مراتب العقول السبع ، وأقر للسابق عليه بسبقه له ، وفضله عليه ، والتزم به ، وجعله له قبلة ووسيلة إلى السابق الأول ، وإلى مبدعه.
ولم يفعل المتخلفون كفعله هذا الذي كمل به عن النقصان ، فأمر هو بدعوتهم عدلا وتحننا ، بسبب إقرارهم للأول وتعظيمهم له ، وإلهامهم بأن يلتزموا بالمنبعث الأول لسبقه لهم ، واختصاص المبدع له بفعله وسبقه ،
__________________
ولا شيء إلا ما علقتم بحبله |
|
وعروته للعترة النجباء |
ألا واغسلوا من كل حقد قلوبكم |
|
عليكم فداء الحقد أخبث داء |
ولا تجعلوها للحقود أوانيا |
|
فإن إناء الحقد شر إناء |
(١) يرمز بذلك إلى الذين تخلفوا عن تنفيذ وصية الرسول (ص) بأن تكون الخلافة للإمام علي ابن أبي طالب ع. م.