منهج آمل أن يكون مقبولا ، وأن يكون محققا لما ابتغيت من ربط أبناء الإسلام وأتباع محمد عليه الصلاة والسّلام بمائدة القرآن الكريم.
وهذا المنهج يبدأ في الغالب بالتعريف اللغوي والتعريف الاصطلاحي لكل خلق من أخلاق القرآن الكريم التي تناولتها ، والتي أسأل الله وهو ولي النعم أن ييسر لي متابعة تناولها ، حتى أبلغ ما يشاء الله لي من فضله.
ثم أنتقل إلى استعراض حديث القرآن المجيد عن كل خلق ، وحاولت أن أستوعب مع كل خلق الآيات التي تحدثت عنه أو ذكرته. ثم أستعين في شرح كل خلق بما ورد عنه في السنة النبوية ، أو السيرة العطرة ، أو في كتب أعلام الإسلام الذين تحدثوا عن النواحي الاخلاقية ، وفي طليعتهم الإمامان الغزالي وابن القيم.
ثم أتعرض لما ذكره أهل العناية بالتهذيب الروحي ـ كأعلام الصوفية البصراء ـ حول هذه الاخلاق من كلمات حكيمة ، ثم أستعين بالكلمات المأثورة في الأدب الاسلامي العربي التي قيلت في أخلاق القرآن التي تحدثت عنها.
وحين كتبت هذه الفصول كنت أتذكر جيدا أن الله جل جلاله قد ألهم الانسان أن يحيا حياة اجتماعية ، فيرتبط بمجموعة من بني جنسه ـ قلّت أم كثرت ـ وهذه الحياة المشتركة تستلزم أن تنهض على أصول وقواعد من الاخلاق والآداب التي يجب أن يلتزمها الجميع ، حتى يتحقق فيهم ولهم العدل والتوازن ، فتسير الحياة الاجتماعية بينهم على طريقها المستقيم ، وليس هناك صراط كصراط القرآن المجيد الذي يهدي إلى كل خير ، ويعصم من كل شر ، فلا بد إذن من الجلوس إلى مائدة الكتاب الالهي العزيز ، نستمد منها ونأخذ عنها كل غذاء ، وكل دواء ، وكل ضياء : «صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عابِدُونَ».
ولو صدق الانسان النية في جلساته إلى كتاب الله ، وعزم على تفهم أخلاقه والاستمساك بها ، لأعانه الله على الخير ، وهداه إلى طريق البر ، وليس ذلك بعسير ، فإن القرآن الكريم يقرر في المجال الاخلاقي أن طبيعة الانسان في أصلها