طيبة وصالحة للادراك والتمييز والاهتداء ، وها هو ذا يقول في سورة الروم : «فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها ، لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ، ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ، وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ». والرسول صلىاللهعليهوسلم يقول : «كل مولود يولد على الفطرة ، وإنما أبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه».
ولقد قرر القرآن والسنة هذه الحقيقة قبل «ديكارت» و «روسو» و «كانت» بقرون وقرون.
وما دام الانسان يمتاز على الاحياء الاخرى بالمرونة والقدرة الواسعة على «التكيّف» فلعل أول واجباته في مجالنا هذا هو أن «يكيّف» نفسه أخلاقيا ، ليكون على الدوام متحليا بمكارم الأخلاق ، وليستجيب لتوجيه القرآن العميق حين يقول : «وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ». ويقول : «إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ». ويقول : «وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها ، فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها ، قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها ، وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها».
فلنقبل على مائدة القرآن ، لنأخذ عنها حديث أخلاق القرآن.
وعلى الله قصد السبيل.
|
أبو حازم أحمد الشرباصي |