تُبْصِرُونَ)(١) ، وقال تعالى : (أَفَلاَ يَنظُرُونَ إلَى الإبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ)(٢) ، وقال تعالى : (أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوب أَقْفَالُهَا)(٣) ، وآيات التدبّر كثيرة.
هذه الدعوة إلى التدبّر تسوقنا إلى أنّ المسلمين الأوائل هم الذين فتحوا باب الجدل وعلم الكلام والمناظرة وبهذا العلم اهتدى الكثير من النّاس وذلك بسبب الحوار الذي كان يتمّ بين المسلم الداعية وبين المشركين وذوي النحل وأصحاب الأديان ، وهذا أمر قد ألِفه المسلمون في زمن النبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم).
ثانياً : إنّ تعذّر الرؤية ، وكلام الخالق ، ونفي الجسمية ، والاستدلال على وجوده ومطالب عقائدية أخرى كثيرة تطرّق إليها القرآن الكريم في آيات عديدة من ذلك قوله تعالى : (لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ ..)(٤).
وفي نفي الجسمية عنه وأنّه ليس في جهة معينة قوله تعالى : (هُوَ الأَوَّلُ وَالاَْخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ)(٥).
وفي الاستدلال على وجود الخالق قوله تعالى : (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الأَفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْء شَهِيدٌ)(٦) ، وقوله تعالى : (وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ *
__________________
(١) سورة الذاريات ٥١ : ٢٠ ـ ٢١.
(٢) سورة الغَاشِيَة ٨٨ : ١٧.
(٣) سورة مُحمّـد ٤٧ : ٢٤.
(٤) سورة الأنعام ٦ : ١٠٣.
(٥) سورة الحديد ٥٧ : ٣.
(٦) سورة فصلت ٤١ : ٥٣.