ثالثاً : تطالعنا نصوص عديدة من العصر الجاهلي فيها من ذلك السجع فما بال المعترض؟!
انظر واقرأ النصّ الوارد من قس بن ساعدة الأيادي الذي يُعدّ من كبار حكماء العرب في العصر الجاهلي قال : «أيّها النّاس : اجتمعوا فاسمعوا وعوا ، من عاش مات ، ومن مات فات ، وكلّ ماهو آت آت ، في هذه آيات محكمات مطر ونبات ، وآباء وأمّهات ، وذاهب وآت ، ونجوم تمور ، وبحور لاتغور ، وسقف مرفوع ، ومهاد موضوع ، وليل داج ، وسماء ذات أبراج»(١).
وهو القائل :
«يا معشر إياد ، أين ثمود وعاد ، وأين الآباء والأجداد ، أين المعروف الذي لم يُشكر ، والظلم الذي لم ينكر ، أقْسَمَ قُسٌ قسماً بالله ، إنّ الله لدينا هو أرضى لـه من دينكم هذا»(٢) ومن السجع «قول هند بنت الخُسّ (الزرقاء) قيل لها أي الرجال أحبّ اليك؟
قالت : القريب الأمَد ، الواسع البلَد(٣) ، الذي يُوفَد اليه ولا يَفِد»(٤).
ومن السجع «قول جُمعة بنت حابس ، قيل لها أيّ الرجال أحبّ اليك؟
قالت : الشنِق الكتَد(٥) ، الظاهر الجلد ، الشديد الجذب بالمسَدِ»(٦).
__________________
(١) البيان والتبيين ٢ / ٢٥٣.
(٢) البيان والتبيين ٢ / ٢٥٤.
(٣) البلد : الدار.
(٤) البيان والتبيين ٢ / ٢٥٦.
(٥) الشنق : الطويل ، الكتد : أعلى الكتف.
(٦) البيان والتبيين ٢ / ٢٥٦.