إذن كلام أمير المؤمنين عليهالسلام وذكره للموت هو جرياً لما جاء في القرآن الكريم.
أمّا الشكّ السابع : قال البعض إنّ في بعض الخطب تقسيم المعاني والمسائل إلى أصناف كتقسيم الاستغفار إلى ست معان و ...
أقول :
وهل غاب عن هذا المعترض ما جاء في القرآن الكريم عندما قسّم سبحانه وتعالى الناس فقال : (وَكُنتُمْ أَزْوَاجاً ثَلاَثَةً * فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ * وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ * وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ...)(١).
ثمّ يردف سبحانه هذه الآيات المجملة بتفصيل وهذا ما يعرف في البلاغة بالّلفّ والنشر.
وموارد أُخرى في القرآن الكريم فيها ذلك التقسيم والتصنيف ، ثمَّ التقسيم الذي جاء في كلام صاحب الرسالة (صلى الله عليه وآله وسلم) في أحاديث جمّة لا تحصى خذ مثالاً منها ، قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : «ستّة أشياء حسنة ولكنّها من ستّة أحسن ، العدل حسن وهو من الأمراء أحسن ، والصبر حسن وهو من الفقراء أحسن ، والتوبة حسنة وهي من الشباب أحسن ، والحياء حسن وهو من النساء أحسن ، وأمير لا عدل له كغمام لا غيث له ، وفقير لا صبر له كمصباح لا ضوء له ، وعالم لا ورع له كشجرة لا ثمرة لها ، وغنيّ لا سخاء له كمكان لا نبت له ، وشابٌّ لا توبة له كنهر لا ماء فيه ، وامرأة لا حياء لها
__________________
(١) سورة الواقعة ٥٦ : ٧ ـ ١٠.