تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوج مُشَيَّدَة)(١) وقال تعالى : (نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ)(٢) وقال تعالى : (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً)(٣).
وقال تعالى : (اللهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا ...)(٤).
وقال تعالى : (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَان * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلاَلِ وَالإكْرَامِ)(٥).
وآيات أخر عديدة ، إنّ السرّ في الحثّ على الموت سواء في القرآن الكريم أم في نهج البلاغة ، هو الاعتصام بحبل الله والنظر إلى ما عند الله من النعيم الأبدي الذي لا يفنى ، ثمّ إنّ الذاكر للموت سوف يعيش ساعات اللقاء في أيّ لحظة كانت فلا يسأم ولا يندم ، فهو الحقّ ، وهكذا من كان ذاكراً للموت مستعدّاً له يعيش حياة الإيمان والتقوى والعبادة والعمل الصالح ، فهو أبداً شجاع لا يرهب سلطاناً.
ولا يكون جباناً ، ولا يكون حريصاً على مال أو لذّة ، فهو دوماً شكور صابر ، عزيز غير ذليل ، نقيّ السريرة ، طاهر الأردان ، و ...
وعليه يذكّرنا الحديث الشريف : «أكثروا من هادم اللذات»(٦) ذلك البعد المعنوي في ارتقاء الروح وسموّها إلى عالم الفضيلة.
__________________
(١) سورة النساء ٤ : ٧٨.
(٢) سورة الواقعة ٥٦ : ٦٠.
(٣) سورة الملك ٦٧ : ٢.
(٤) سورة الزُّمر ٣٩ : ٤٢.
(٥) سورة الرحمن ٥٥ : ٢٦ ـ ٢٧.
(٦) كتاب الدعوات : ٢٣٨ ، وسائل الشيعة ٢ / ٦٤٩ حديث ٥ ، كشف اللثام ١ / ١٠٧ ، عيون أخبار الرضا ١ / ٧٥ حديث ٣٢٥.