مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ حَلاَلاً طَيِّباً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ)(١) وقوله تعالى : (فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلاَلاً طَيِّباً وَاتَّقُوا اللهَ إنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)(٢)وقال تعالى : (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأنْعَامِ وَالْحَرْثِ)(٣).
إذا كانت هذه الشهوات من الوجهة الحلال فلا بأس بها إلاّ أنّ الاعتدال وعدم التهالك عليها هو المحبّذ وهو الأقرب إلى التقوى.
أمّا قوله تعالى : (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأمْوَالِ وَالأوْلاَدِ)(٤) فهي الدنيا المذمومة التي ذمّها أمير المؤمنين عليهالسلام وحذّر منها ، فكم له عليهالسلام من كلام في ذمّ تلك الزينة التي تقود إلى الغفلة والضياع ونسيان الآخرة ..؟!
هذا قوله لمّا دخل بيت المال في البصرة بعد انتصاره على أهل الجمل : نظر إلى الذهب والفضّة ثمّ قال مخاطباً هذه الدنيا الفانية : طلّقتك ثلاث ... وهو الذي خاطب تلك الأموال بقوله غرّي غيري ...
وأمّا ما ذكروه في شأن الموت والفناء ، فإنّ ما ذكره أمير المؤمنين عليهالسلام له في القرآن أسوة من ذلك : قولـه تعالى : (وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَر مِن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإيْن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ)(٥) وقال تعالى : (كُلُّ نَفْس ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)(٦) وقال تعالى : (أَيْنَما
__________________
(١) سورة المائدة ٥ : ٨٧ ـ ٨٨.
(٢) سورة الأنفال ٨ : ٦٩.
(٣) سورة آل عمران ٣ : ١٤.
(٤) سورة الحديد ٥٧ : ٢٠.
(٥) سورة الأنبياء ٢١ : ٣٤.
(٦) سورة آل عمران ٣ : ١٨٥.