حاضر يأكل منه البرّ والفاجر والآخرة وعد صادق يحكم فيه ملك عادل قاهر فرحم الله من نظر لنفسه ومهّد لرمسه وحبله على عاتقه ملقىً قبل أن ينفذ أجله وينقطع أمله ولا ينفع الندم»(١).
قال أمير المؤمنين عليهالسلام في قوله تعالى : (وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا)(٢).
قال : لا تنس صحّتك وقوّتك وشبابك وغناك ونشاطك أن تطلب الآخرة»(٣).
وعليه أنّ أمير المؤمنين عليهالسلام نهى عن الركون إلى الدنيا والتهالك عليها ، ولم ينه عمّا يصلح الإنسان شأنه ويقيم أوده.
وربّ سائل أن يقول : وهل نعيم الدنيا محرّم على المؤمن؟
أقول :
لا تذهب بك الأوهام ، إنّما المؤمن أحقّ من غيره بنعيم الدنيا.
قال تعالى : (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً)(٤) وقال تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُوا خُطُوّاتِ الشَّيْطانِ)(٥) وقال تعالى : (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوا إنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَكُلُوا
__________________
(١) ارشاد القلوب : ٢٤.
(٢) سورة القصص ٢٨ : ٧٧.
(٣) إرشاد القلوب : ٢٧.
(٤) سورة الأعراف ٧ : ٣٢.
(٥) سورة البقرة ٢ : ١٦٨.