والنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول : نعم.
فدخلت وعليّ معرض وجهه حتّى دخلت وخرج ، فأخذني النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وأقعدني ، ثمّ قال : يا أم سلمة لا تلوميني فإنّ جبرئيل أتاني بأمر من الله تعالى يأمرني أن أوصي به عليّاً من بعدي ، وكنت بين جبرئيل وعليٍّ ؛ جبرئيل عن يميني وعليّ عن شمالي ، فأمرني جبرئيل أن آمر عليّاً بما هو كائن بعدي فاعذريني ولا تلوميني ، إنّ الله اختار من كلّ أمّة نبيّاً ، واختار لكلّ نبيّ وصيّاً فأنا نبيّ هذه الأمّة ، وعليٌّ وصيّي في عترتي وأهل بيتي وأمّتي من بعدي»(١).
وختاماً لهذه الفقرة نذكر ما ورد عن المستنصر العبّاسي :
«خرج المستنصر يوماً إلى زيارة قبر سلمان الفارسي رضياللهعنه ومعه السيّد محمّـد بن علي الأقاسي فقال له المستنصر وهما في الطريق : إنّ من الأكاذيب ما يرويه غلاة الشيعة من مجيء عليّ بن أبي طالب من المدينة إلى المدائن لمّا توفـّي سلمان الفارسي ، وتغسيله إيّاه ورجوعه من ليلته ، فأجابه السيِّد المذكور بقول أبي الفضل التيمي في ردّ من أنكر ذلك :
أنكرت ليلة اِذ سار الوصيّ بها |
|
إلى المدائن لمّا أن لها طلبا |
وغسّل الطهر سلماناً وعاد إلى |
|
عراص يثرب والإصباح ما وجبا |
وقلت ذلك من قول الغلاة وما |
|
ذنب الغلاة اِذا لم يذكروا كذبا |
فآصف قبل ردّ الطرف من سبأ |
|
بعرش بلقيس وافى يخرق الحجبا |
فأنت في آصف لم تغلُ فيه ، بلى |
|
في حيدر أنا غال إنّ ذا عجبا |
اِن كان أحمد خير المرسلين فذا |
|
خير الوصيّين أوكلّ الحديث هبا». |
__________________
(١) مناقب الخوارزمي : ٨٧.