أمّا الشكّ السادس : إنّ في النهج إشارة إلى الزهد والموت وهذا ناتج من تأثير المسلمين بالنصارى ...
هذا القول في غاية الوهن والضعف والتردّي ، وصاحبه في غاية البلادة والسذاجة إن لم نقل عنه في غاية البغض والعداوة لأمير المؤمنين عليهالسلام.
إنّ زهد الإمام عليهالسلام هو الذي ندب إليه القرآن الكريم وحثّت عليه الآيات البيّنات ، فكم من آية جاءت الدنيا فيها مذمومة ..؟
قال تعالى : (زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا)(١) وقوله تعالى : (قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالأَخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً)(٢) وقوله تعالى : (.. تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الْدُّنْيَا فَعِندَ اللهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ)(٣) وقوله تعالى : (وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ ...)(٤) وقوله تعالى : (وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا)(٥) وقوله تعالى : (مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ * أُولئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الاْخِرَةِ إلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)(٦) وقوله تعالى : (ذَلِكُم بأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آيَاتِ اللهِ هُزُواً
__________________
(١) سورة البقرة ٢ : ٢١٢.
(٢) سورة النساء ٤ : ٧٧.
(٣) سورة النساء ٤ : ٩٤.
(٤) سورة الانعام ٦: ٣٢.
(٥) سورة الانعام ٦ : ٧٠.
(٦) سورة هود ١١ : ١٥ ـ ١٦.