أُحبّ محمّـداً حبّاً شديداً |
|
وعبّاساً وحمزة والوصيّا |
أُحبّهم لحبّ الله حتّى |
|
أجيءُ اِذا بعثت على هويّا |
هوئ أعطيته منذ استدارت |
|
رحى الإسلام لم يعدل سويّا |
يقول الأرذلون بنو قشير |
|
طوال الدهر ماتنسى عليّا(١)؟ |
وفي هذا المقام يجدر بي أن أذكر حديث أُم سلمة :
«عن أم سلمة في معرض حديثها مع مولى لها كان يبغض عليّاً عليهالسلامقالت له : أقبل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وكان يومي وإنّما كان نصيبي في تسعة أيّام يوماً واحداً ، فدخل النبيُّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو يتخلّل أصابعه في أصابع عليٍّ عليهالسلامواضعاً يده عليه ، فقال : يا أُم سلمة أخرجي من البيت وأخليه لنا ، فخرجت وأقبلا يتناجيان وأسمع الكلام ولا أدري ما يقولان ، حتّى إذا قلت : قد انتصف النهار وأقبلت وقلت : السلام عليكم ، ألج؟
فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) : لا تلجي وارجعي مكانك ثمّ تناحيا طويلا ، حتّى قام عمود الظهر فقلت ذهب يومي وشغله عليّ فأقبلت أمشي حتّى وقفت على الباب فقلت : السلام عليكم ألج؟ فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : لا تلجي ، فرجعت وجلست مكاني حتّى إذا أنا قلت قد زالت الشمس ألآن يخرج إلى الصلاة فيذهب يومي ، ولم أر قط أطول منه : أقبلت أمشي حتّى وقفت على باب الدار فقلت : السلام عليكم ألج؟ فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) : نعم فلُجي ، فدخلت وعليّ عليهالسلام واضع يده على رُكْبتَي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد أدنى فاه في أذن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وفم النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) على أذن عليٍّ يتسارّان ، وعليُّ يقول : أفأمضي وأفعل؟
__________________
(١) الكامل للمبرد ٢ / ١٣٠.