وروي : إنّ المدّة كانت سبعين يوماً ، وروي : سنة(١) ، وقال الله تبارك وتعالى في حال طفوليّته : (وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي * إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَن يَكْفُلُهُ)(٢).
وهكذا عيسى بن مريم عليهالسلام قال الله تعالى : (فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلاَّ تَحْزَنِي)(٣) إلى آخر الآية ، فكلّم أُمّه وقت ولادتها إيّاه وقال لها(٤) : (فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً)(٥) الآية ، وقال حين أشارت إليه في قومها : (قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً * قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً * وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ مَادُمْتُ حَيّاً * وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً)(٦) فتكلّم عيسى بن مريم عليهالسلام وقت ولادته ، وأُوتي الكتاب(٧) والنبوّة ، وأُوصي بالصلاة والزكاة لثلاثة أيّام من مولده ، وكلّمهم في اليوم الثاني.
وقد علمتم أنّ الله تبارك وتقدّس خلقني وعليّاً من نور واحد ، وكنّا في صلب(٨) آدم نسبّح الله تبارك وتعالى ، ثمّ نقلنا من صلب إلى صلب(٩) ، فلم يزل نورنا ينتقل من أصلاب الرجال الطاهرة إلى الأرحام الزكية
__________________
(١) في «ط» : سنة كاملة.
(٢) سورة طه ٢٠ : ٣٩ ـ ٤٠.
(٣) سورة مريم ١٩ : ٢٤. بدل من : وقال لها.
(٤) في «م» : وقال الله تعالى.
(٥) سورة مريم ١٩ : ٢٦.
(٦) سورة مريم ١٩ : ٢٩ ـ ٣٢.
(٧) في «ط» زيادة : والحكمة.
(٨) في «ط» زيادة : أبينا.
(٩) قوله : (من صلب إلى صلب) لم يرد في «ق ، م».