فقالت له : قال الله تبارك وتعالى في قصّة سليمان بن داوُد(١) عليهماالسلام : (وَهَبْ لِي مُلْكاً لاَّ يَنْبَغِي لاَِحَد مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ)(٢) ومولاي أمير المؤمنين عليهالسلام(٣) لمّا عرضت له الدنيا ، قال لها : «إليكِ عنّي غرّي غيري(٤) ، يا غدّارة قد طلّقتكِ ثلاثاً لا رجعة لي إليك ولا لي رغبة فيكِ» ، فهل عندك يا حجّاج ما ينافي هذا؟ قال الحجّاج : لا ، ثمّ قال الحجّاج لها : فبما فضّلته على موسى بن عمران؟
فقالت له : قال الله تبارك وتعالى في قصّة موسى بن عمران عليهالسلام لمّا خاف وخرج منها خائفاً يترقّب وقال : (فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ * وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنبٌ فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ)(٥) حتّى قال الله تعالى : (يَامُوسَى لاَتَخَفْ إِنِّي لاَيَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ)(٦) ، ومولاي أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلاملمّا(٧) أراد المشركون قتل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، بات على فراش رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ووقاه بنفسه ، ولم يخش ولم يخف(٨) من كثرة الأعداء وشدّة المشركين ، حتّى باهى الله تعالى به ملائكته المقرَّبين(٩) ، فأنزل الله تبارك
__________________
(١) في «ق ، م» : قصّة سليمان.
(٢) سورة ص ٣٨ : ٣٥.
(٣) (أمير المؤمنين عليهالسلام) لم يرد في «ق ، م».
(٤) (غرّي غيري) لم يرد في «ق ، م».
(٥) سورة الشعراء ٢٦ : ١٣ ـ ١٤.
(٦) سورة النمل ٢٧ : ١٠.
(٧) في «ق ، م» : ومولاي لمّا.
(٨) في «ق» : ولم يخف ولم يخش. وقوله : (ولم يخف) لم يرد في «م».
(٩) من قوله : (من كثرة الأعداء) إلى هنا لم يرد في «ق ، م».