وتعالى وتقدَّس في حقّه ومدحه(١) : (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ وَاللهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ)(٢) ، فهل عندك يا حجّاج ما ينافي هذا؟ قال : لا ، ثمّ قال الحجّاج لها : فبما فضّلته على عيسى بن مريم عليهالسلام(٣)؟
قالت(٤) : قال الله تبارك وتعالى في قصّة مريم ابنة عمران(٥) : (فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذَا وَكُنتُ نَسْياً مَّنْسِيّاً)(٦) ، فوضعته في أصل جذع النخلة ، فأمّا مولاي أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه وآله أجمعين(٧) لمّا وقعت أُمّه في المخاض فُتحت لها باب الكعبة ودخلت فيها ، ووضعته(٨) في وسط البيت الحرام ، ولذلك والله صارت الكعبة مطافاً للعاكف والباد(٩) ، وما فُضّل بهذه الفضيلة ولا شُرِّف بهذا الشرف غيره(١٠) ، فهل عندك يا لعين ابن اللعين(١١) ما ينافي ذلك؟ قال : لا(١٢).
__________________
(١) في «ق ، م» : فأنزل الله في حقّه.
(٢) سورة البقرة ٢ : ٢٠٧.
(٣) في «ق ، م» : على عيسى.
(٤) في «ط» : فقالت الحرّة.
(٥) في «ق ، م» : في قصّة مريم.
(٦) سورة مريم ١٩ : ٢٣.
(٧) في «ق ، م» : ومولاي. بدل من قوله : (فأمّا مولاي ... وآله أجمعين).
(٨) في «م» : ووضعت.
(٩) قوله : (ولذلك والله صارت الكعبة مطافاً للعاكف والباد) لم يرد في «ق ، م».
(١٠) في «ط» زيادة : أحد قط.
(١١) قوله : (يا لعين بن اللعين) لم يرد في «ق ، م».
(١٢) في «ط» زيادة : يا بنة الواسعة الرطبة.