قوله : «أحبّ خلقك» عامّ في النبيّين وغيرهم ، و : «أحبّ» أفعل التفضيل ، وزيادة المحبّة من الله تعالى إنّما تكون بزيادة العمل الموجب للأفضلية ، وذلك حاصل لعليّ عليهالسلام.
وفي كتاب «غاية المطلوب» : روي عن سعد بن عُبادة أنّه قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : «لمّا عُرج بي إلى السماء فكنت من ربّي كقاب قوسين أو أدنى ، سمعت النداء من قِبَل الله عزّوجلّ أن : يا محمّـد من تُحبّ ممّن معك(١) في الأرض؟ فقلت : أُحبّ من يُحبّه الله تبارك وتعالى ويأمرني بحبّه ، فسمعت النداء من الله تعالى أن : يا محمّـد أحبَّ(٢) عليّاً عليهالسلام فإنّي أُحبّه وأُحبّ من يُحبّه.
فرجعت إلى السماء الرابعة فلقيني جبرئيل عليهالسلام فقال لي : يا رسول الله(٣) ، ما قال لك العزيز وما قلت له؟ قال : قلت : حبيبي جبرئيل(٤) سمعت النداء : يا محمّـد ، من تُحب ممّن معك(٥) في الأرض؟ فقلت : أُحبّ من يُحبّه الله العزيز ويأمرني بحبّه ، فسمعت النداء من قِبَل الله
__________________
بالتأليف ، وإليك المصادر التي ذكرته نصّاً وبنفس الراوي : الإسكافي في المعيار والموازنة : ٢٢٤ ، الترمذي في صحيحه ٥ : ٦٣٦/٣٧٢١ ، ابن عساكر في تاريخ دمشق ٤٢ : ٢٤٦.
وقد ورد حديث الطائر بنصّين ظاهراً ، نصّ يقول : إنّ وجبة الطعام نزلت من السماء فيها طائر مشوي ، ونصّ آخر يقول : إنّ امرأة أهدت لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)طائرين في طبق. وقد وردت نصوص أُخرى جمعها ابن عساكر في تاريخ دمشق ، فتأمّل.
(١) في «ق ، م» : ممّن تبعك.
(٢) في «ق» : أحبب.
(٣) في «ط» زيادة : من قبل الله.
(٤) من قوله: (فقال لي: يا رسول الله) إلى هنا لم يرد في «ق».
(٥) في «م» : ممّن تبعك.