عبـد الله بن عمر : أرني إن كنت من الصادقين.
ثمّ قال عليّ بن الحسين عليهالسلام : «يا أيّتها الحوت» ، فأطلع الحوت رأسه من البحر مثل الجبل العظيم وهو يقول : لبّيك لبّيك يا وليّ الله ، فقال عليّ بن الحسين عليهالسلام : «من أنت؟» ، قال : أنا حوت يونس يا سيّدي ، قال عليّ بن الحسين عليهالسلام : «حدِّثنا بخبر يونس(١)».
قال : إنّ الله تعالى لم يبعث نبيّاً من لدن آدم إلى أن صار(٢) جدّك محمّـد (صلى الله عليه وآله وسلم) إلاّ وقد عرض عليه ولايتكم أهل البيت ، فمن قَبِلها من الأنبياء(٣) : سلم وتخلّص ، ومن توقّف عنها(٤) وتتعتع(٥) في حملها لقى ما لقى آدم من المعصية ، ولقى ما لقى نوح من الغرق ، وما لقى(٦) إبراهيم من النار ، وما لقى يوسف من الجُب ، وما لقى أيّوب من البلاء ، وما لقى داوُد من الخطيئة ، إلى أن بعث الله تعالى يونس ، فأوحى الله تعالى إليه : أن يا يونس تولّ(٧) أمير المؤمنين عليّاً والأئمّة الراشدين في(٨) صلبه ـ في كلام له ـ.
قال يونس عليهالسلام : كيف أتولّى من لم أره ولم أعرفه ، وذهب مغاضباً(٩) ، فأوحى الله تعالى إليّ أن التقم يونس ولا توهن له عظماً
__________________
(١) في المصدر : أنبئنا بالخبر.
(٢) (أن صار) أثبتناه من «ق ، م».
(٣) في «ط» زيادة : والمرسلين.
(٤) في «ط» : ومن وقف منها. وفي «م» : ومن وقف عنها.
(٥) التعتعة : التردّد. انظر الصحاح ٣ : ١١٩١ ـ تعع.
(٦) في «ط» : ولقى ما لقى. وكذلك بقية الموارد في هذا الحديث.
(٧) في «ط» : أن يقبل يونس تولّي.
(٨) في «م» والمصدر : من.
(٩) في المصدر : مغتاظاً.