المطلب الرابع
وهو ما ذكره محمّـد بن يوسف الكنجي الشافعي في كتابه «كفاية الطالب في مناقب عليّ بن أبي طالب» ـ في سؤال أبي عقال(١) ـ قال : حدّثنا الحسن بن عليّ بن شهاب ، عن مالك(٢) ، عن أبي سلمة ، عن أبي سعيد ، قال : سأل أبو عقال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فقال : يا رسول الله مَنْ سيّد المسلمين؟
فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) : «مَنْ تراك تظنّ يا أبا عقال؟» ، فقال : آدم عليهالسلام ، فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) : «ها هنا من هو أفضل من آدم» ، فقال أبو عقال : يا رسول الله أليس خلقه الله(٣) بيده ونفخ فيه من روحه ، وزوّجه حوّاء أمَته(٤) ، وأسكنه جنّته ، فمن يكون أفضل منه؟
فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) : «من فضّله الله عزّوجلّ» ، فقال : شيث؟ فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) : «أفضل من شيث ، فقال : إدريس(٥)؟ فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : أفضل من إدريس ونوح» ، قال : فهود؟ فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : «أفضل من هود
__________________
(١) أبو عقال : هو هلال بن زيد بن حسن بن اُسامة بن زيد بن حارثة الكلبي ، الدمشقي ، مولى النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم).
تهذيب التهذيب ١١ : ٧٠/١٢٥ ، تهذيب الكمال ٣٠ : ٣٣٦/٦٦١٩.
(٢) في «ط ، ق» : الحسن بن عليّ بن شهاب بن مالك. وما أثبتناه من المصدر. وفي «م» : الحسن بن عليّ بن شهاب بن مالك بن أبي سلمة بن أبي سعيد.
(٣) في «ط» : أليس الله تعالى قد خلقه. بدل من : أليس خلقه الله. وفي «م» : (أليس قد خلقه الله) ومن دون ذكر : (يا رسول الله).
(٤) في «ط» : أمَة الله. بدل من : أمَته.
(٥) في «ق ، م» : ا دريس إذاً.