العالمين نسبّح الله ونقدّسه ونحمده ونهلّله(١) ، وذلك قبل خلق السماوات والأرضين.
فلمّا أراد أن يخلق آدم عليهالسلام خلقني وإيّاك من طينة علّيّين. وعجننا بذلك النور(٢) وغمسنا في جميع الأنوار وأنهار الجنّة ، ثمّ خلق آدم واستودع صلبه(٣) تلك الطينة والنور ، فلمّا خلقه استخرج ذرّيته(٤) من ظهره ، فاستنطقهم(٥) وقرّرهم بربوبيّته ، فأوّل من أقرّ له بالربوبيّة من الخلق(٦) أنا وأنت يا عليّ ، والنبيّون على قدر منازلهم وقربهم من الله عزّوجلّ ، فقال الله تبارك وتعالى : صدّقتما وأقررتما(٧).
يا محمّـد ويا عليّ ، سبقتما خلقي إلى طاعتي ، وكذلك كنتما في سابق علمي ، فأنتما صفوتي من خلقي ، والأئمّة من ذرّيتكما وشيعتكما(٨)وكذلك خلقتكم(٩).
ثمّ قال : يا عليّ ، وكانت الطينة في صلب آدم ونوري ونورك بين عينيه ، فما زال ذلك النور ينتقل(١٠) بين أعين النبيّين والمنتجبين حتّى وصل
__________________
(١) في «ط» زيادة : ونمجّده.
(٢) في «ط» : بالنور. بدل من : بذلك النور.
(٣) في «ط» : في صلبه.
(٤) في «م» : ذريّةً ذريّةً.
(٥) في «ط» : فلمّا استنطقهم. وفي «م» : فأنطقهم.
(٦) في «ق ، م» : فأوّل خلق أقرّ له بالربوبية. وكذلك تأويل الآيات ، وعنه في البحار : فأوّل خلق إقراراً بالربوبية.
(٧) في «م» : وبررتما.
(٨) من قوله : (وكذلك كنتما في سابق) إلى هنا لم يرد في «م».
(٩) قوله : (وكذلك خلقتكم) لم يرد في «ق».
(١٠) في «ط» : يُنقل.