فقالت الملائكة(١) : إلهنا وسيّدنا لمن هذا النور الأزهر الذي قد أزهرت منه السماوات والأرض؟
فأوحى الله تعالى إليهم : هذا نور اخترعته من نور جلالي لأمَتي فاطمة ابنة حبيبي ، وزوجة وليّي وأخي نبيّي وأبو حُججي على عبادي ، أُشهدكم ملائكتي(٢) أنّي قد جعلت ثواب تسبيحكم لهذه المرأة وشيعتها ومحبّيها(٣) إلى يوم القيامة».
فلمّا سمع العبّاس من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذلك(٤) وثب قائماً وقبّل بين عيني عليّ عليهالسلام وقال : والله(٥) يا عليّ ، أنت الحجّة البالغة لمن آمن بالله(٦).
وهذا الحديث يدلّ على أنّ عليّاً عليهالسلام أفضل من الأنبياء عليهمالسلام ؛ لأنّه هو والنبيّ علّة الموجودات.
ومن ذلك ما رواه الشيخ أبو جعفر في كتاب «المعراج» : عن رجاله مرفوعاً عن عبـد الله بن عبّاس ، قال : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو يخاطب عليّاً عليهالسلام ويقول : «يا عليّ ، إنّ الله تبارك وتعالى كان ولا شيء معه ، فخلقني وخلقك روحين من نور جلاله ، وكنّا أمام(٧) عرش ربّ
__________________
(١) في «ط» : فقالت السماوات.
(٢) في «ط» زيادة : وسكّان سماواتي.
(٣) في «ق» : ثمّ محبّيها. وفي «م» : ثمّ لمحبّيها.
(٤) (ذلك) أثبتناه من «ق ، م».
(٥) (والله) أثبتناه من «ق ، م».
(٦) مصباح الأنوار (مخطوط) نقله عنه شرف الدين الاسترآبادي في تأويل الآيات ١ : ١٣٧/١٦ ، وعنه في البحار ٢٤ : ٣١/٢ ، و ٣٧ : ٨٢/٥١ ، البحراني في مدينة المعاجز ٣ : ٢٢١/ ٨٤٠ و ٤١٩/٩٤٩.
(٧) في «ط» زيادة : العرش.