العلماء ورجال الفكر إلى أنحاء أخرى ، وكان أكبر مدرّسي المدرسة الشرعية الشيخ أحمد بن فهد الحلّي ، وقد تخرّج عليه جماعة من العلماء الأفاضل ، منهم عزّ الدين الهابي ، والشيخ عبـد الشفيع بن فيّاض الأسدي الحلّي ...»
وذكر السيّد حسن الصدر في كتابه تكملة أمل الآمل(١) بيوت الدرس قائلاً :
«رأيت بخطّ الشيخ الفقيه الفاضل علي بن فضل الله بن هيكل الحلّي تلميذ أبي العباس بن فهد الحلّي ما صورته : حوادث سنة ٦٣٦ هـ : وفيها عمَّر الشيخ الفقيه العالم نجيب الدين محمّـد بن جعفر بن هبة الله بن نما الحلّي بيوت الدرس إلى جانب المشهد المنسوب إلى صاحب الزمان عليهالسلامبالحلّة السيفية وأسكنها جماعة من الفقهاء».
أقول :
من المؤسف حقّاً أنّنا لم نجد أكثر من إشارات عابرة لواحدة أو اثنتين من مدارس الحلّة العلمية وبشكل يقتصر على ذكر أسمائها فقط دون التعرّض إلى تفاصيل إنشائها وصفة بنائها كذكر موقعها ومساحتها أو ما هو عدد غرفها وكيف هو رسمها ومن قام بتأسيسها ومن هم أشهر علمائها وما عدد طلاّبها ومن تخرّج منها من المشايخ والأعلام ... إلى غير ذلك من صفاتها وأحوالها ، ومهما يكن فلا يمكننا الاعتقاد أنّه لم تكن في مدينة الحلّة آنذاك غير هاتين المدرستين المذكورتين آنفاً ، لأنّ تلك النهضة العلمية العملاقة والتي امتدّت لقرابة أربعة قرون في هذه المدينة بالذات
__________________
(١) لم نعثر عليه فيه لكن وجدناه في أعيان الشيعة ٩/٢٠٣ نقلاً عن التكملة.