ينابيع تتدفّق بالعلم والمعرفة لكلّ طالب يسعى إليها ، والله سبحانه العالم.
المؤسّسات العلمية في الحلّة :
عند الاطّلاع على سير العلماء وأحوالهم وما بذلوه من الجهود المضنية والعظيمة في سبيل نشر راية العلم والثقافة ونصرة الدين والعقيدة ، وما كان عليه أُولئك العلماء الكبار من الاهتمام البالغ بطلاّب العلم والمعرفة وسعيهم المتواصل لتوفير الظروف المناسبة لهم والتي من أهمّها تخصيص الأماكن الملائمة لإقامة حلقات الدرس ومجالس البحث والمناظرة لغرض مساعدتهم في اكتساب العلوم والآداب الإسلامية الأخرى ، نجد أنّ هناك بعض المؤرّخين وأصحاب المعاجم الرجالية ممّن أشار إلى تلك الأماكن إشارة عابرة عند ذكرهم لتراجم بعض العلماء والفقهاء ، وفي حقيقة الحال فقد كانت تلك الأماكن تمثّل المؤسّسات لمدرسة الحلّة ، والتي يمكن تقسيمها إلى ما يلي :
١ ـ دُور العلماء :
والتي كانت تمثّل أحد أماكن تدريس الطلبة وإلقاء الدروس عليهم من قبل مشايخهم أصحاب تلك الدور وإقامة مجالس البحث والمناظرة فيها. قال الخوانساري في روضات الجنّات(١) :
«وفي مقدّمات بحار سمِّينا المجلسي(٢) رحمهالله ذكر الإسناد إلى كتاب سليم بن قيس الهلالي بهذه الصورة على ما وجد في نسخته رحمهالله : أخبرني
__________________
(١) روضات الجنّات ٢/١٨٠.
(٢) هو محمّد باقر المجلسي ، وصاحب روضات الجنّات محمّد باقر الاصبهاني الخوانساري.