١ ـ الموقع الجغرافي :
فقد تميّزت أرض الحلّة الفيحاء ومنذ أقدم العصور بميزة الأرض الخصبة والمناخ المعتدل والطبيعة الساحرة الجميلة التي جعلت من هذه الأرض مهداً لاُولى الحضارات في العالم ـ حضارة بابل الشهيرة ـ بقول المسعودي في مروج الذهب(١) واصفاً لإقليم بابل :
«... وذلك لما خُصَّ به هذا الإقليم من كثرة مرافقه واعتدال أرضه وغضارة عيشه ومادّة الوافِدَين إليه ـ وهما دجلة والفرات ـ وعموم الأمن فيه وبُعد الخوف عنه وتوسّطه الأقاليم السبعة ، وقد كانت الأوائل تشبّهه من العالم بالقلب من الجسد ، لأنّ أرضه من إقليم بابل الذي تشعّبت الآراء عن أهله بحكمة الأمور كما يقع ذلك عن القلب ، وبذلك اعتدلت ألوان أهله واقتدرت أجسامهم ، فسلموا من شقرة الروم والصقالبة وسواد الحبشة وغلظ البربر وَمَنْ جفا من الأُمم ، واجتمعت فيهم محاسن جميع الأقطار».
ويقول الشيخ يوسف كركوش في تاريخ الحلّة(٢) :
«ولا أريد أن أصف لك تلك البيئة الفيحاء والجنّة الغنّاء من دماثة التربة واعتدال الجوّ وجمال المناخ وبهجة الطبيعة ، إذ هي أرض بابل ذات الحضارة والمدنيّة العريقتين».
وقال السيّد هادي كمال الدين في فقهاء الفيحاء(٣) :
«... وقد امتازت هذه البلدة الطيّبة الكريمة بعذوبة هوائها ومائها واعتدال مناخها وصفاء سمائها وجمال مناظرها وتوقّد ذكاء ابنائها ما جعلها
__________________
(١) مروج الذهب ٢/٧٠.
(٢) تاريخ الحلّة ٢/٣.
(٣) فقهاء الفيحاء ١/١٩.