قال الشيخ يوسف كركوش معقّباً : وبوفاته انقرضت الإمارة المزيدية في الحلّة وصارت الحلّة تابعة للعباسيّين مباشرة يرسلون إليها العمّال من قبلهم».
النهضة العلمية في الحلّة وأسبابها :
نشأت في مدينة الحلّة الفيحاء نهضة علمية وأدبية كبيرة ومتميّزة استمرّت لعدّة قرون أخرجت خلالها الجمّ الغفير من العلماء والأُدباء الذين كانوا بحقٍّ روافد فكرية متدفّقة بالعلم والمعرفة ، تاركين وراءهم إرثاً علمياً وأدبياً كبيراً تجاوز المئات من المؤلّفات والمصنّفات في العديد من المعارف والآداب الإسلامية ، ولا يزال بعض هذه المؤلّفات والمصنّفات موضع نظر العلماء ومدار البحث والمناقشة.
قال الخاقاني في شعراء الحلّة(١) وتحت عنوان (رجال الحلّة في التاريخ) :
«وإذا ما حاولنا أن نكتب عن هذا الفصل كما يجب فإنّما نحتاج إلى مجلّدات ضخمة ، فقد نَبَغ فيها رعيل كبير من أئمّة الفقه والدين ، وحازت على زعامة المذهب والدين حقباً طويلة ، كما حصلت على زعامة الأدب أيضاً».
إنّ لهذه النهضة العلمية الكبيرة أسباباً كانت وراء نشوئها واستمرارها لعدّة قرون حصلت خلالها مدينة الحلّة على موقع الصدارة في زعامة المذهب والدين ، ويكاد يتّفق المؤرّخون على أنّ لهذه النهضة أسباب ، هي :
__________________
(١) شعراء الحلّة ١/٢٦.