خليقة بفخرها ...».
٢ ـ اهتمام أمراء آل مزيد بالعلم والعلماء :
الرعاية العلمية والاهتمام البالغ بالعلم والعلماء من قبل أمراء آل مزيد الأسدي مؤسّسي المدينة والذين كانوا على درجة عالية من كرم الأخلاق وحسن السجايا مع جود وسخاء ونبل وشهامة وعدل بين الرعية وحبٍّ غامر للعلم والأدب ، والذي كان لاهتمامهم هذا أن أجروا الجرايات وعيَّنوا الرواتب للعلماء والأُدباء وأجزلوا لهم العطايا والهبات ومنحوهم الطمأنينة والأمان ، حتّى أزدهر العلم وراج سوق الأدب وتميّزت تلك الفترة بكثرة التأليف والانتاج.
قال الخاقاني في شعراء الحلّة(١) : «ثمّ ساعد ذلك كثرة هجرة العلماء والشعراء إليها ، كما سانده توجيه ذلك الحكم وتأييده للعلم والأدب ، فاشتهر عنهم قول الشعر وكثرة التأليف والإنتاج ، وانفراد أهلها ردحاً من الزمن بحراستهما والتبشير لهما ، ولذلك نبغ فيها المئات من الأعلام».
وفي تاريخ الحلّة(٢) قال الشيخ يوسف كركوش : «ولغرام أولئك الأمراء الكرام بالعلوم والآداب كانوا يدنون منهم مجالس أرباب العلم والأدب وينتشلونهم من مهاوي البؤس والفاقة ويحمونهم من نوائب الزمن وطوارق الحدثان ، لذلك تقاطر إليها العلماء والاُدباء والشعراء ليتمتّعوا بحرّية تامّة وعيشة راضية ، فرسخت فيها الروح العلمية والأدبية حتّى أينعت وأثمرت وجادت بما يستطاب».
__________________
(١) شعراء الحلّة ١/٢٦.
(٢) تاريخ الحلّة ٢/٣.