إلى هدفه هذا. في سنة (٥٤٠ هـ) كان في بغداد ، ولمّا أراد السلطان مسعود الرحيل عن بغداد في هذه السنة أشار عليه مهلهل بن أبي العسكر أن يحبس عليّاً هذا بقلعة تكريت حذراً من حدوث أمور لا تحمد عقباها لأنّ مهلهلاً كان يتوسّـم فيه الطمـوح إلى ولايـة الحلّة ، فلمّا علم علـي بهذه المؤامـرة هرب إلى (الأزيـز) وجمع جمعاً من بني أسـد وغيـرهم وسار إلى الحلّـة واستولـى عليـها ، وكان بها أخـوه محمّـد ، فقاتله ثمّ تخلّى محمّـد عن الحلّـة وملكـها علي».
٨ ـ الأمير علي بن دبيس :
وهو الأمير علي بن دبيس بن صدقة بن منصور المزيدي آخر أُمراء آل مزيد ، استلم الإمارة بعد أن تخلّى عنها أخوه محمّـد بن دبيس. قال عنه الشيخ يوسف كركوش في تاريخ الحلّة(١) :
«كان الأمير علي رجلاً باسلاً عالي الهمّة بصيراً بالأُمور طموحاً إلى المجد ، ولخصال الخير المتوفّرة فيه كان أهل الحلّة يحبّونه ويتعصّبون له ويخوضون غمرات الحروب معه. قال فيه سبط ابن الجوزي في مرآة الزمان حوادث عام ٥٤٥ هـ : كان شيخاً جواداً ، كان وزيره كمال الدين أبو العبّاس أحمد بن رضيّ الدين محمّـد بن علي بن أبي الفضل يحيى الأسدي العلقمي ... إلى قوله : في سنة (٥٤٥ هـ) توفّي الأمير علي بن دبيس ، كانت وفاته بالحلّة. قيل توفّي بالسكتة ، وقيل مات مسموماً ، وقيل مات بعلّة القولنج ، واتّهم طبيبه محمّـد بن صالح فإنّه قصّر في أمره ، ومات طبيبه بعد قليل. وقال ابن الأثير : توفّي بـ : أسدباد.
__________________
(١) تاريخ الحلّة ١/٤٤.