بالحلّة ، فاجتمع إليه عسكر أبيه ومماليكه وكثر جمعه وكان عمر صدقة إذ ذاك أربع عشرة سنة ، وانضم إليه عنترة بن أبي العسكر الكردي الجواني الذي كان قائد جيش أبيه دبيس يدبّر أمر صدقة ويتمّ نقص صباه ، وكان في الحلّة الأمير (قفلغ تكين) من قبل السلطان مسعود ، فاستأمن إلى الأمير صدقة ... إلى قوله : تردّدت الرسل بين السلطان مسعود والأمير صدقة لإيجاد الصفاء بينهما ، ولمّا تمّ وثوق الأمير صدقة من السلطان ذهب إلى بغداد وأصلح حاله معه ، ثمّ إنّ السلطان مسعود زوّج الأمير صدقة بابنته تمسّكاً. قتل الأمير صدقة سنة (٥٣٢ هـ) عندما كان مع عسكر السلطان مسعود ضدّ عسكر الملك داود ، حيث قتل هو وعنتر بن أبي العسكر أسيرين ، قُتلا قصاصاً بالأمير منكر برس الذي قتل في الحرب».
٧ ـ الأمير محمّـد بن دبيس :
هو الأمير محمّـد بن دبيس بن صدقة بن منصور المزيدي سابع أمراء آل مزيد ، تسلّم الإمارة بعد مقتل أخيه الأمير صدقة الثاني ابن دبيس. قال الشيخ يوسف كركوش في تاريخ الحلّة(١) :
«لمّا قتل الأمير صدقة جعل السلطان مسعود إمارة الحلّة لأخيه محمّـد بن دبيس ، وجعل معه مهلهل بن أبي العسكر أخا عنتر يدبّره ، حكم الأمير محمّـد الحلّة من سنة (٥٣٢ هـ) إلى سنة (٥٤٠ هـ) ، وكانت أكثر أيّامه سلمية لم يحدث فيها ما يعكّر صفو الأمن في إمارته ... إلى قوله : كان الأمير علي أخو الأمير محمّـد بن دبيس يطمح في الاستيلاء على ولاية الحلّة وكانت سياسته مقاومة السلاجقة ، فكان يتحيّن الفرص للوصول
__________________
(١) تاريخ الحلّة ١/٤٣.