«لمّا أطلق دبيس من الأسر سنة (٥٠١ هـ) بقي عند السلطان محمّـد السلجوقي إلى أن توفّي السلطان وقام بالملك ولده محمود ، فأعاد دبيساً إلى الحلّة في سنة (٥١٢ هـ) لمّا رجع دبيس إلى الحلّة التفّ حوله خلق كثير من الأعراب والأكراد ، كانت مدّة ولايته سبع عشرة سنة. كان الأمير دبيس رجلاً حربيّاً وقائداً محنّكاً بصيراً بفنون الحرب خبيراً بشؤون السياسة في عصره ، وكان على جانب عظيم من الشجاعة والفروسية وقوّة الاعتماد على النفس ، يخوض غمرات الحروب غير هيّاب ولا وجل ، كان قويَّ العارضة ما خاطب إلاّ تأثّر بكلامه ، وكانت تتمثّل فيه شيم العروبة ... إلى قوله : إنّ الأمير دبيس قتل في (١٤ ذي الحجّة سنة ٥٢٩ هـ) من قبل أحد غلمان السلطان مسعود الذي أمر بقتله بصورة غير مباشرة ، ولمّا قتل حمل إلى زوجته كهار خاتون في ماردين ، فدفن بالمشهد عند نجم الدين الغازي والد كهار خاتون».
أقول :
سنذكر شيئاً من سيرة الأمير دبيس بن صدقة ضمن أعلام القرن السادس الهجري ، فلاحظ.
٦ ـ الأمير صدقة بن دبيس الثاني :
هو الأمير صدقة بن دبيس بن صدقة بن منصور المزيدي سادس أمراء آل مزيد الأسدي ، تسلّم الإمارة بعد مقتل أبيه الأمير دبيس وكان إذ ذاك صغير السنّ. قال الشيخ يوسف كركوش في تأريخ الحلّة(١) :
«لمّا وصل إلى الحلّة نبأ قتل السلطان مسعود دبيساً كان ابنه صدقة
__________________
(١) تاريخ الحلّة ١/٤١.