أحامي عنه وأقول ما قاله أبو طالب لقريش لمّا طلبوا منه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) :
ونسلمه حتّى نُصرّع حوله |
|
ونذهل عن أبنائنا والحلائل». |
أقول :
إنّ تسارع الأحداث الآنفة الذكر بين الأمير صدقة والسلطان أدّى إلى نشوب معركة كبيرة بينهما ـ لا داعي هنا لخوض تفاصيلها ـ أدّت مع الأسف الشديد إلى مقتل الأمير صدقة وأسر ولده دبيس وقائده سعيد بن حميد العمري ، وأُسر فيها أيضاً سرخاب الدليمي الذي كان سبباً في نشوب المعركة.
قتل الأمير صدقة بعد أن تعرّض إلى خيانة وخذلان بعض قبائل العرب في جيشه كقبيلة عبادة وقبيلة خفاجة وذلك عام (٥٠١ هـ) والتي كانت من أهمّ أسباب مقتله ، ولا يُستبعد أن يكون لجوء الأمير سرخاب الدليمي الذي أُسر ولم يقتل إلى صدقة المزيدي إنّما كان خدعة ومكيدة للإيقاع بالأمير صدقة المزيدي الذي لو قُدِّر له الانتصار في هذه المعركة لكان له شأن آخر في خارطة الدولة الإسلامية. وقتل وهو ابن خمسة وخمسين سنة ، وكانت إمارته اثنتين وعشرين سنة غير أيّام ، وحمل فدفن في مشهد الحسين عليهالسلام(١).
٥ ـ الأمير دبيس بن صدقة :
تسلّم الإمارة بعد مقتل أبيه الأمير صدقة بن منصور المزيدي. قال الشيخ يوسف كركوش في تأريخ الحلّة(٢) :
__________________
(١) المنتظم في تاريخ الملوك والامم ٩/١٥٩.
(٢) تاريخ الحلّة ١/٣٣.