البصرة ...».
وجاء في تاريخ الحلّة(١) : «حينما انتقل سيف الدولة إلى عاصمته الجديدة (الحلّة) وخضعت له القبائل الفراتية أخذ يسعى لتوسيع إمارته ، واتّخذ جيشاً منظّماً على أحدث الأساليب التي كانت متبعة في عصره ، وكان قائد جيشه سعيد بن حميد العمري وهو من رجالات خفاجة وكان بارعاً في الأمور الحربية ، كانت إيالته تشمل البصرة وواسط والبطيحة والكوفة وهيت وعنّة وحديثة ، وخضعت له أقوى القبائل العراقية لذلك العهد مثل خفاجة وعقيل وعبادة وقبيلة الجاوان الكردية ، واهتمّ الأمير سيف الدولة بالشؤون الإدارية والعمرانية والثقافية ، رأى أحسن شيء لانتعاش هذه الأمور هو نشر العدل بين رعيته ، كان يحترم العلماء والادباء ويجزل لهم العطاء ، لذا تقاطر إلى الحلّة العلماء والأدباء والشعراء من كلّ حدب وصوب فنمت فيها الروح العلمية والأدبية ، رأى الأمير سيف الدولة صدقة أنّ السلاجقة قد قسموا العراق إلى إقطاعات بين قوّادهم ومحسوبيهم من الأتراك ، وقد أخذ هؤلاء يعيثون فساداً ، فالأمن مفقود والعدل معدوم والناس في بلاء أزل ، الحرية الشخصية ممتهنة والكرامة الإنسانية مهدورة ، لذا أخذ سيف الدولة ينتهز الفرص لتطهير البلاد العراقية من هؤلاء الظلمة الجائرين وإحقاق الحقّ ونشر راية العدل ، عزم على توسيع إمارته».
قال ابن الأثير في تاريخه(٢) (حوادث عام ٤٩٤ هـ) : «... وأرسل إلى الكوفة وطرد عنها النائب بها عن السلطان واستضافها إليه».
__________________
(١) تاريخ الحلّة ١/٢٣.
(٢) الكامل في التاريخ ٨/١٩٨.