صدقة المزيدي في عام (٤٩٥ هـ) ، وهو أوّل من عمَّرها وبنى المساكن وأنشأ مرافق الحياة فيها.
قال الخاقاني في شعراء الحلّة : «كان ثالث أُمراء آل مزيد وأوّل ملك أسّس الحلّة (الحاضرة) ونقل عاصمته من النيل إليها ، فاهتمّ بتمصيرها ووسّع الجيش والمدارس واهتمّ بشؤون العلماء والأُدباء ، فهاجر إليها الكثير من رجال العلم ، فأغدق عليهم العطاء وعيَّن لهم الرواتب ، فنشطت حركة التأليف وراج سوق الأدب ، وبذلك قدّم له الشريف أبو يعلى ابن الهبارية كتاب الصادح والباغم فأجازه عليه ...».
أقول :
توهّم الخاقاني فاعتبر صدقة بن منصور ثالث أمراء آل مزيد ، والصحيح هو رابعهم.
توسيع إمارته :
جاء في المنتظم(١) لابن الجوزي : «... وعمَّر الحلّة وجعل عليها سوراً وخندقاً وأنشأ بساتين وصار الناس يستجيرون به ، فأعطاه المستظهر دار عفيف بدرب فيروز فغرم عليها بضعة عشر ألف دينار ، وتقدّم الخليفة بمخاطبته بـ : ملك العرب ، وكان قد عصى السلطان بركيارق وخطب لمحمّد ، فلمّا ولي محمّـد صار له بذلك جاه عند محمّـد ، وقرّر مع أخيه بركيارق أن لا يعرض لصدقة ، وأقطعه الخليفة الأنبار ودمما والفلّوجة وخلع عليه خلعاً لم تخلع على أمير قبله ، فأعطاه السلطان واسطاً وأذن له في أخذ
__________________
(١) المنتظم ٩/٢٣٥.