٣ ـ الأمير بهاء الدولة منصور بن دبيس المزيدي :
قال الشيخ يوسف كركوش في تاريخ الحلّة(١) : «لمّا توفّي الأمير نور الدولة دبيس قام بالإمارة بعده ولده منصور أبو كامل ، كانت ولايته خمس سنين بعد وفاة والده ، ذهب إلى السلطان ملك شاه السلجوقي ، فأقرّه السلطان في عمل أبيه. كان الأمير بهاء الدولة منصور أبو كامل يتحلّى بصفات سامية من شجاعة وكرم وعطف إنساني وذكاء فريد ، درس الأدب فاستفاد من دراسته ، وعانى نظم الشعر حتّى برع فيه».
قال ابن الأثير في الكامل(٢) : «وكان حسن السيرة مكرّماً فاضلاً ، وبرع في ذكائه في الذي استفاده ، وكان قد قرأ على ابن برهان ، وله شعر جيّد في منتهى الحسن ، كقوله :
فإن أنا لم أحمل عظيماً ولم أقُد |
|
لُهاماً ولم أصبر على فعلِ مَعظِمِ |
ولم أُجِرِ الجاني وأمنع حوزَهُ |
|
فلست أنادي للفخار وانتمي |
توفّي الأمير بهاء الدولة أبو كامل في سنة (٤٧٩ هـ) ، ولمّا علم بوفاته الوزير نظام الملك قال مؤبّناً له : مات أجلّ صاحب عمامة ، وقد أكثر الشعراء في رثائه».
٤ ـ الأمير سيف الدولة صدقة المزيدي مؤسّس الحلّة (ملك العرب) :
إنّ التأريخ من وقائع وأحداث هو أفعال الرجال وأعمالهم التي قاموا بها في حياتهم ، فكانوا مرتبطين بعواقبها ما بلغ بهم الدهر وتقادمت عليهم العصور والأزمنة ، فإن كانت خيراً فهو الفخر الدائم ، وإن كانت (نستجير
__________________
(١) تاريخ الحلّة ١/١٨.
(٢) الكامل في التاريخ ١٠/١٥١ (ذكر وفاة بهاء الدولة).