محرّم سنة (٤٩٥ هـ) ، وكانت أجمة تأوي إليها السباع ، فنزل بها بأهله وعساكره ، وبنى بها المساكن الجليلة والدور الفاخرة ، وتأنّق أصحابه في مثل ذلك ، فصارت ملجأً ، وقد قصدها التجّار ، فصارت أفخر بلاد العراق وأحسنها مدّة حياة سيف الدولة ، فلمّا قُتل بقيت على عمارتها ، فهي اليوم قصبة تلك الكورة ..»
وقال ابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب(١) :
«وكان صدقة شيعيّاً ، له محاسن ومكارم وحلم وجود ، ملك العرب بعد أبيه اثنين وعشرين سنة ، وهو الذي اختطّ الحلّة السيفية سنة خمس وتسعين وأربعمائة».
فضل الحلّة في كلام أمير المؤمنين علي عليهالسلام :
ذكر الشيخ المحدّث عبّاس القمّي في كتابه الكنى والألقاب(٢) فضل مدينة الحلّة قائلاً :
«... وورد عن أمير المؤمنين عليهالسلام الإخبار بها ومدحها ومدح أهلها ، والرواية كما في إجازات البحار(٣) عن الحاج زين الدين علي ابن الشيخ زين الدين حسن بن مظاهر تلميذ فخر المحقّقين ابن العلاّمة عن مشايخه عن أمير المؤمنين عليهالسلام وفي السماء والعالم(٤) عن مجموعة الشهيد بخطّ الشيخ محمّـد الجباعي مُسنداً عن الأصبغ بن نباتة قال : صحبت مولاي أمير
__________________
(١) شذرات الذهب ٤/٢.
(٢) الكنى والألقاب ٢/١٧٢.
(٣) بحار الأنوار ١٠٤/١٧٩.
(٤) بحار الأنوار ٥٧/٢٢٢ ح٥٥.