من هذه الأطلال (أطلال بابل) يقيم عشرون ألفاً من اليهود ، ولديهم كنيس عتيق البنيان منسوب إلى النبي دانيال يؤمّونه لإقامة الصلاة فيه ، بناؤه من الحجر المهذّب والآجر». قال الشيخ يوسف كركوش معقّباً على كلام صاحب الرحلة : «لم يُسمِّ هذا الرحالة هذه البقعة ، وقد أطلقت عليها اسم اليهودية بالنسبة إلى ساكنيها ، وهم اليهود».
تأسيس مدينة الحلّة :
اتفق المؤرّخون على أنّ تأسيس مدينة الحلّة الفيحاء (الحلّة الحاضرة) وتمصيرها بشكل رسمي وتأسيس وإنشاء مرافق الحياة فيها كان على يد الأمير سيف الدولة صدقة بن منصور المزيدي وذلك عام (٤٩٥ هـ) ، حيث نزل بها وجعلها سكناً لأهله وأصحابه.
قال ابن الأثير في تاريخه(١) عند ذكره لحوادث عام (٤٩٥ هـ) :
«وفيها بنى سيف الدولة صدقة بن مزيد الحلّة بالجامعين وسكنها ، وإنّما كان يسكن هو وآباؤه قبله في البيوت العربية».
وفي معجم البلدان(٢) قال ياقوت الحموي :
«وكان أوّل من عمّرها ونزلها سيف الدولة صدقة بن منصور بن دبيس بن علي بن مزيد الأسدي ، وكانت منازل آبائه الدور من النيل ، فلمّا قوي أمره واشتدّ أزره وكثرت أمواله لاشتغال الملوك السلجوقية بركياروق ومحمّـد سنجر أولاد ملك شاه بن ألب أرسلان بما تواتر بينهم من الحروب انتقل إلى الجامعين موضع في غربي الفرات ليبعد عن الطالب ، وذلك في
__________________
(١) الكامل في التاريخ ٨/٢١٤.
(٢) معجم البلدان ٢/٢٩٤.